مال و أعمال
أسباب البطالة
البطالة تُعتبرُ البطالة في الوقتِ الحاضر مِنْ أخطرِ الأزماتِ انتشاراً بين العديد مِنْ فئات الأفراد في المُجتمعِ، والتي تُواجهها الدول العربيّة والعالميّة على حدٍّ سواء، وذلك نتيجةً للنّسبِ المُرتفعة التي وصلتْ لها البطالة في الآونةِ الأخيرة، والتي تحتاجُ إلى وضعِ خُططٍ تُساعدُ على دراسةِ أسبابها، ومن ثمّ العملُ على صياغةِ حلولٍ تُساهمُ في التّقليل من نسبتها؛ حتى الوصول إلى إنهاء وجودها مع مرور الوقت. تُعرفُ البطالة بأنّها العددُ الإجماليّ للأفراد في المُجتمع القادرين على القيامِ بالأعمال ولكن لم يتمكّنوا في الحصولِ على عملٍ لهم، وتُعرفُ البطالةُ أيضاً بأنّها مُصطلحٌ يُطلقُ على فئةٍ من السُكّان في المُجتمع الذين لم يحصلوا على أيّ عملٍ أو وظيفةٍ ضمن مَجالِ اختصاصهم، أو مهاراتهم، أو خبرتهم، ممّا أدّى إلى جلوسهم في المنزل، وعدم تحقيقهم لأيّ قيمةٍ من قيم الدّخل الماليّ، ويتمُّ استخدامُ مجموعةٍ من الإحصاءات البيانيّة للتعرُّفِ عليهم، ومعرفةِ طبيعة حياتهم من أجلِ تصنيفهم ضمن فئات القوى غير العاملة.[١] مِنَ التعريفات الأُخرى للبطالة هي توقّفُ الفردِ عن العمل مع قدرته على القيام به،[٢] ومُحاولتِهِ لتطبيقِ طُرقٍ كثيرةٍ ووسائلَ عديدةٍ للبحث عن العمل، ولكن لم يجد الفرصة المُناسبة للحصول عليه؛ لأسبابٍ كثيرةٍ، مثل قلّة فرص العمل في المُجتمع، كما تشملُ البطالة حديثي التخرّج مِنَ الجامعات الذين لم يجدوا فرص عملٍ بسبب عدم توفّر خبرة لديهم، بالإضافةِ إلى الأشخاصِ الذين يستقيلونَ مِنْ أعمالهم السّابقة لأيّ سببٍ كان ولم يجدوا عملاً جديداً مُناسباً لهم. أسباب البطالة تعدُّ البطالة مِنْ أهمّ الأزمات التي تُهدّدُ استقرار المُجتمعات، وتوجدُ مَجموعةٌ مِنَ الأسبابِ التي تُؤدّي إلى ظهورها، والتي تختلفُ مِنْ مُجتمعٍ إلى آخر، ومِنْ أهمها: الأسبابُ السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، ولكلٍّ منها مُؤثراتٌ ونتائجُ سلبيّةٌ تُؤثّرُ على المُجتمع. والآتيّ معلوماتٌ عن هذه الأسباب: الأسباب السياسيّة الأسباب السياسيّة للبطالة هي كافّةُ المُؤثّرات المُرتبطة بالبطالةِ والمُتعلّقة في السّياسةِ الخاصّة لدولةٍ ما، ومِن أهمها:[٣] انخفاضُ القدرةِ على دعمِ قطاعِ الأعمال من جانب الحكومات الدوليّة. انتشارُ الحروب والأزمات الأهليّة في الدّول. غياب تأثير التّنمية السياسيّة على الوضعِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ في الدُّولِ النّامية. الأسباب الاقتصاديّة الأسباب الاقتصاديّة للبطالة من أكثر الأسباب انتشاراً وتأثيراً على البطالة، والتي تُؤدّي إلى رفع مُعدّلاتها الدوليّة، ومن أهمّ هذه الأسباب:[٤] زيادة عدد المُوظّفين مع قلّة الوظائف المعروضة، وهي من المُؤثّرات التي تنتجُ عن الرّكودِ الاقتصاديّ في قطاع الأعمال، وخصوصاً مع زيادة أعداد خريجِي الجامعات، وعدم توفير الوظائف المُناسبة لهم. الاستقالة من العمل والبحثُ عن عملٍ جديد؛ وهي بطالةٌ مُؤقّتة، والتي تشملُ كلّ شخصٍ تخلّى عن عمله الحالي بهدف البحث عن عملٍ غيره، ولكنّه يحتاجُ إلى وقتٍ طويل للحصول على عمل، لذلك يُصنّفُ في فترةِ بحثه بأنّه عاطلٌ عن العمل. استبدالُ العمال بوسائل تكنولوجيّة كالحاسوب، والتي أدّتْ إلى زيادةِ المَنفعة الاقتصاديّة على الشّركات بتقليل نفقات الدّخل للعمّال، ولكنّها أدّتْ إلى ارتفاعِ نسبة البطالة. الاستعانةُ بموظّفين من خارج المُجتمع، وهي التي ترتبطُ بمفهوم العمالة الوافدة سواءً في المِهَن الحرفيّة، أو التي تحتاجُ إلى استقدامِ خُبراءٍ من الخارج، ممّا يُؤدّي إلى الابتعادِ عن الاستعانةِ بأيّ مُوظّفين أو عمّال مَحليّين. الأسباب الاجتماعيّة الأسباب الاجتماعيّة للبطالة هي الأسباب المُتعلّقةُ بالمجتمعِ الذي يتأثّرُ في كلٍّ من الأسباب السياسيّة والاقتصاديّة الخاصّة بالبطالة، ومن أهمّ الأسباب الاجتماعيّة:[٣] ارتفاع مُعدّلات النموّ السُكانيّ مع انتشارِ الفقر، والذي يُقابله عدم وجود وظائفَ أو مِهَن كافية للقوى العاملة. غياب التنميّة المَحليّة للمُجتمع، والتي تعتمدُ على الاستفادةِ من التّأثيرات الإيجابيّة التي يُقدّمها قطاع الاقتصاد للمُنشآت. عدم الاهتمامِ بتطوير قطاعِ التّعليم، ممّا يُؤدّي إلى غيابِ نشر التّثقيف الكافي، والوعي المُناسب بقضيةِ البطالة بصِفَتِها من القضايا الاجتماعيّة المُهمّة. زيادة أعداد الشّباب القادرين على العمل مع شعورهم باليأس؛ بسبب عدم حصولهم على وظائفَ أو مهنٍ تُساعدهمُ في الحصولِ على الدّخل المُناسب لهم. غياب التّطوير المُستمرِّ لأفكارِ المشروعات الحديثة، والتي تُساعدُ على تقديمِ العديد من الوظائف للأفراد القادرين على العمل.ِ حلول لتقليل نسبةِ البطالة توجدُ مجموعةٌ مِنَ الحلولِ المُقترحة لتقليلِ نسبةِ البطالة في المُجتمعاتِ، وهي:[٥] تغيير النّظرة السّائدة إلى المهنِ، والتي تُساهمُ في التّقليلِ من نسبة البطالة بشكلٍ ملحوظ؛ إذ لا يرغبُ العديد من الشّباب العمل في المهن والصّناعات اليدويّة، ممّا يُؤدّي إلى تراكم هذه المهن، لذلك يجبُ تشجيع الشّباب على هذه الأنواع من المهن عن طريق عقد دوراتٍ وندواتٍ تعريفيّة تُساعدهم في التعرّفِ عليها بشكلٍ أفضل. تمويل المشروعات الصّغيرة والرياديّة والتي تُساعدُ على توفيرِ مجموعةٍ من الوظائف للعديدِ من الشّباب، وخصوصاً الخرّيجين الجامعيّين الجُدد الذين يمتلكون مَهاراتٍ أكاديميّة قد تتوافقُ مع المُتطلّبات الوظيفيّة الخاصّة في هذه المشروعات الحديثة. تخصيص مُكافآت ماليّة للأعمال التطوعيّة، ويُساهمُ ذلك في زيادة الرّغبة في الالتحاقِ بالأعمال التطوعيّة، وأيضاً تُعزّزُ من فكرة العمل التَطوعيّ الذي قد يتمُّ تحويله مع الوقت إلى عملٍ رسميّ. وضع قيود على استخدام العمالة الوافدة الذي يُساعدُ على توفير الوظائف المُتاحة لتصبح بيد أفراد المجتمع من المُواطنين القادرين على العمل. أنواع البطالة للبطالة العديدُ من الأنواع التي تنتشرُ بين الفئات القادرة على العمل في المجتمع، ومن أهمّ هذه الأنواع:[٦] البطالة الهيكليّة: هي النّوعُ مِنَ البطالةِ النّاتجة عن الاعتمادِ على الوسائل الحديثة في تنفيذِ الأعمال، والتي تستغني كُليّاً أو جُزئياً عن العُمال والموظفين وتستبدلهم بالأدوات والأجهزة الإلكترونيّة والحاسوبيّة؛ ممّا يُؤدّي إلى تفاقمِ انتشارِ البطالة في قطاع الأعمال الصناعيّة والإنتاجيّة. البطالة الموسميّة: هي البطالةُ التي تحدثُ بسبب اعتمادِ بعضِ أنواع الأعمال على مواسمَ مُحدّدةٍ للتّشغيل، فيَنتعشُ قطاعُ العُمّال في فترةٍ زمنيّةٍ مُعيّنةٍ، ومن ثم يُعاني من ركودٍ في فترةٍ أُخرى، ممّا يُؤدّي إلى انتشارِ البطالة، ومن الأمثلة على هذا النّوع من البطالة الأعمال الزراعيّة كمَعاصر الزّيتون. البطالة الاحتكاكيّة: هي البطالةُ النّاتجةُ عن انتقالِ الأفراد بين الوظائف والمِهَن، سواءً داخل الدّولة نفسها أو خارجها، ممّا يُؤدّي إلى تحوّلِ المُوظّفين والعُمّال إلى عاطلين عن العمل خلال فترةِ انتقالهم أو بحثهم عن وظائفَ جديدةٍ.
إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A9