في ظل المنافسة الشديدة في سوق العمل العالمية، تسعى السعودية من خلال مكانتها الإقليمية والدولية إلى توحيد الجهود العالمية لمواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بعالم الوظائف والمهارات.
وتستعد الرياض لاستضافة مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية»، تحت شعار «الاستعداد للمستقبل»، برعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية الأمير محمد بن سلمان، في فبراير (شباط) المقبل، بهدف توحيد الجهود العالمية، بما يضمن مواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بعالم الوظائف والمهارات، وتحقيقاً لأهداف برنامجها الوطني للتنمية البشرية الذي أطلقته في 15 سبتمبر (أيلول) 2021، لإعداد مواطنٍ منافس عالمياً.
ويحمل انعقاد المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه في العالم في مجال تطوير القدرات البشرية، أهمية رمزية محورية لجهة ازدياد المخاوف العالمية بشأن التغيرات التقنية التي لها تأثير سلبي في الوظائف، خصوصاً مع موجة الذكاء الاصطناعي. وتطوير أدواته (تشات جي بي تي)، حيث أصبحت التقنية أحد أكبر العوامل الطاردة لليد العاملة.
ووفقاً لبرنامج «تنمية القدرات البشرية»، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030»، فإن الاتجاهات الحديثة تؤدي إلى تغييرات كبيرة في خريطة وظائف ومهارات المستقبل، الأمر الذي يتطلب مؤهلاً يتكيف مع طبيعة وخصائص ومهارات المهن المستقبلية. ويسابق البرنامج الزمن في تعزيز القدرات البشرية وتطويرها لاستيعاب مستحقات الثورة الصناعية الرابعة في سبيل استمرار وتيرة التغيير في مسارات «تنمية القدرات البشرية».
كما يسعى إلى العمل على مواجهة التحديات عبر استخدام أساليب مبتكرة، وإشراك الهيئات الدولية؛ لتقديم حلول فعالة، والمساهمة في وضع أجندة عالمية مستدامة تبتكر حلولاً للقدرات البشرية، وتقدم حلولاً مباشرة حول كيفية تشكيل الاتجاهات الديموغرافية والتقنية لمستقبل العمل والمهارات والتعليم.
وكشف برنامج «تنمية القدرات البشرية»، عن أن متغيرات الوضع الدولي في المهارات الوظيفية، ستنعكس على نقاشات المؤتمر من خلال 60 جلسة حوارية، واستضافة أكثر من 150 متحدثاً محلياً وعالمياً من القادة والخبراء في تنمية القدرات البشرية، من صناع السياسات، وقادة الفكر، والمستثمرين، ورواد الأعمال.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز جاهزية القدرات البشرية في العالم؛ لمواكبة التغيرات المتسارعة في سوق العمل، وذلك من خلال تبادل الخبرات، وصياغة الأفكار الطموحة، وتوحيد الجهود، وتعظيم الأثر واستعراض قصص نجاح عالمية ملهمة.
ووفقاً لتقرير «مستقبل الوظائف 2023» الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي»، فإن نحو 23 في المائة من الوظائف ستتغير، مع إلغاء بعضها واستحداث أخرى، مع توقعات بأن يكون هناك 14 مليون وظيفة أقل بشكلٍ عام في غضون 5 سنوات، واختفاء ما يقدر بنحو 83 مليون وظيفة، واستحداث 69 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2027؛ نتيجةً للتغيرات العالمية الجديدة مثل الثورة التقنية والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وأوضح التقرير أن 50 في المائة من العمال على مستوى العالم سيحتاجون إلى تعلم مهارات جديدة بحلول عام 2025. وما كانت تُعدّ في السابق «مهارات أساسية» سوف تتغير أيضاً، مما سيؤثر في 40 في المائة من العمال الحاليين في أقل من عام. وخلص التقرير إلى أن المهارات المعرفية والتحفيزية والاجتماعية الجديدة هي أهم المهارات المطلوبة للوظائف المستقبلية.
يتفق خبراء التوظيف والمنصات الوظيفية على أن تطوير المهارات المستقبلية أمر أساسي للنجاح في سوق العمل المستقبلية. ويرجع ذلك إلى أن سوق العمل المستقبلية ستشهد تغييرات كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى منح الكوادر فرصاً أكبر للتقدم الوظيفي، خصوصاً مع ظهور مهن جديدة قائمة على التكنولوجيا الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويعد تراجع الطلب على الوظائف الإدارية والأمنية والصناعية، وحاجة 6 من كل 10 موظفين إلى التدريب قبل عام 2027، والحاجة إلى تطوير وتأهيل 44 في المائة من المهارات، وزيادة الطلب على المهارات الرقمية، والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة، من بين التأثيرات المتعلقة بالوظائف والمهارات.