في وقت تعتزم فيه الرياض والجزائر الانطلاق إلى آفاق أرحب في مجالات التعاون الشامل سياسياً واقتصادياً، شدد وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري، الطيب زيتوني، الذي يزور الرياض حالياً بدعوة من نظيره السعودي، الدكتور ماجد القصبي، على أن القيادة السياسية في البلدين حثَّت الطرفين على تسريع آليات تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي.
وكان الدكتور القصبي اجتمع بزيتوني يوم الخميس في مقر الهيئة العامة للتجارة الخارجية، وأكد على أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وبناء الشراكات مع القطاع الخاص بين السعودية والجزائر في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بناء علاقات استراتيجية، بما يصب في مصلحة البلدين.
وشدد القصبي على حرص المملكة على تعزيز علاقاتها التجارية مع الجزائر، من خلال تبادل الزيارات وإقامة المعارض التجارية التي تسهم في التعريف بالفرص وزيارة صادرات المملكة. وأوضح أهمية الالتزام بتسهيل إجراءات دخول السلع والمنتجات لكلا البلدين، من خلال تقليل القيود الجمركية التي تعيق حركة التجارة البينية، إضافة إلى توفير واستكشاف مجالات وفرص تعاون تخدم برامج المملكة وأهدافها لمواكبة التطورات المختلفة.
من جهته، قال زيتوني في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات السعودية – الجزائرية اليوم تُعدّ في أحسن حالاتها على مختلف الصعد، ولكنها كانت تعاني في السابق، من حيث قلة الحركة التجارية والاستثمارية، رغم الفرص الكبيرة المتوفرة في البلدين»، مشيراً إلى عدة اتفاقيات بين ممثلي عدد من الشركات في البلدين للدفع بالعمل الاقتصادي إلى أوسع نطاق.
أضاف زيتوني: «إن القيادة السياسية بتوجيه مباشر من الرئيس عبد المجيد تبون طلبت منا بحث التحديات والعراقيل التي تواجه انطلاق التجارة والاستثمار بين البلدين، بشكل يليق بحجم ومكانة كل من الرياض والجزائر، وأوضحنا للإخوة السعوديين ملامح الجزائر؛ بأنها تعيش مرحلة نهضة جديدة تحفز النهوض بكل المشاريع التنموية».
وأضاف: «اتفقنا على زيادة التجارة والاستثمار في المشاريع الحيوية في البلدين، بالإضافة إلى العديد من الإجراءات التمويلية والقانونية، ودشنا اليوم توقيع اتفاقيات بين أصحاب الأعمال تبشر بعهد جديد في مجال التعاون والاستثمار والتجارة في البلدين، وستستمر في كل مجالات المرحلة الجديدة من النهضة التي تعيشها الجزائر حالياً».
ولفت زيتوني إلى أن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت نهضة للمرة الأولى منذ وقت بعيد، حيث نمت الصادرات الجزائرية ووصلت إلى 7 مليارات دولار عام 2020، مؤكداً استمرار زيادة النمو خلال الفترة المقبلة، ومشيراً إلى أن بلاده كانت طيلة الفترة ما قبل عهد الرئيس عبد المجيد تبون تستورد ولا تصدر أي شيء.
وعزا زيتوني انخفاض التجارة الخارجية لبلاده إلى عدة أسباب، منها البيروقراطية وتفشي العراقيل ونظم التجارة والاستثمار الداخلي والخارجي، لافتاً إلى تحسُّن كبير طرأ على قانون الاستثمار في بلاده، وفتح آفاق جديدة تنظم عمل التجارة والاستثمار.
وأوضح زيتوني لدى مخاطبته حشداً كبيراً من رجال الأعمال السعوديين والجزائريين في منتدى الأعمال السعودي – الجزائري، الذي نظمه اتحاد الغرف السعودية، يوم الخميس، بمشاركة وزارتي الاستثمار والتجارة والصناعة ومؤسسات حكومية أخرى، إلى أن العلاقات التاريخية الكبيرة بين البلدين تستدعي العمل معاً للنهوض بحجم التعاون في جميع المجالات، موضحاً أن التعدين يُعد من أخصب المجالات التي يمكن تستوعب قدرات البلدين في مجال الاستثمار.