أخبارمال و أعمال

هل بدأت موجات الانهيار للأنظمة المالية العالمية؟

قال الرئيس التنفيذي لشركة إكسبر للاستشارات وإدارة الأعمال م.نايف بن عبدالجليل بستكي إن كريدي سويس يصنف على أنه ثاني أكبر بنك في سويسرا وفي المركز الـ 30 على المستوى العالمي من الناحية النظامية، والذي تأسس قبل 167 عاما، وتنتشر أعماله المصرفية في اكثر من 50 دولة ولديه اكثر من 150 فرعاً.

وأشار بستكي إلى أن قيمة أصول البنك تقدر بنحو 3.1 تريليونات دولار، ويمتلك البنك الأهلي السعودي منها 9.9%، كما يستحوذ جهاز قطر للاستثمار QIA ومجموعة العليان على حصة تعادل 5.0% و4.9% – على التوالي، وتعتمد استراتيجية البنك على إدارة الأموال للأشخاص الذين لديهم ملايين الدولارات للاستثمار بشكل أساسي.

وقامت الإدارة التنفيذية في وقت سابق بمراجعة الخطة الاستراتيجية للبنك، والتي تطلب منها زيادة حجم التمويل من خلال المستثمرين، ولم تستطع إدارة البنك الحصول على ذلك، رغم ما تم تداوله بأن البنك امام ازمة مالية محتملة.

وبدأت الأزمة في نهاية العام 2022 عندما قام عملاء البنك بسحب ما يقارب 119 مليار دولار، بينما تكبد البنك أكبر خسارة سنوية منذ الأزمة المالية 2008 والتي بلغت 7.3 مليارات دولار.

ولعل الإدارة المثيرة للانقسام كانت احد اهم أسباب انهيار البنك، علاوة على التأكيد على التضخيم التسويقي لملاءة البنك المالية للمستثمرين والتي لم تعكس الواقع، في خرق صريح لمبادئ الشفافية والحوكمة!.

ولعل ما أثاره احد المستثمرين الكبار بالبنك من ذعر بقية المستثمرين، بعدم الرغبة في زيادة الحصة التي يمتلكها هذا المستثمر لأسباب إدارية او قانونية، أدت الى بث رائحة الخوف لدى المستثمرين ونزول لقيمة السهم بنسبة 24% خلال جلسة واحدة!. بالإضافة التي التقارير الدورية للبنك والتي لم تراع تقييم المخاطر بشكل واضح، أدت كلها لوجود هذه الازمة.

كما ان لعدم مجاراة احتياجات أصحاب المصالح من المستثمرين، أدى بدوره الى وجود حالة من الهلع بين أوساط كبار المستثمرين وعدم الطمأنينة لديهم.

ولعل تصاريح المصارف الاوربية من ان كريدي سويس ليس لديه رأس المال الكافي لاستيعاب الخسائر نتيجة ارتفاع تكاليف التمويل، ألقت بظلالها على قطاع المستثمرين.

نتيجة لذلك، انخفضت ودائع البنك بنسبة 40% عن عام 2022 لتصل إلى 252 مليار دولار، في حين انخفض إجمالي الأصول 30% إلى 571 مليار دولار، كما سجل البنك خسارة صافية في عام 2022 بلغت 7.9 مليارات دولار، بعد أن سجل خسارة صافية قدرها 1.8 مليار دولار في العام 2021.

وقد انعكس هذا الانهيار على سعر السهم الذي انخفض كذلك بمقدار 75%. ولاحتواء هذه الأزمة قامت الإدارة التنفيذية باتخاذ بعض الإجراءات الاستراتيجية من تقليص أعمال البنك المصرفية الاستثمارية المتقلبة، فصل بنكه الاستثماري، والتركيز على إدارة الثروات، مع خفض 9.000 وظيفة.

كما تزامن ذلك الدور مع اقتراض اضافي بقيمة 54 مليار دولار أميركي من البنك المركزي السويسري، وذلك لدعم السيولة بعد أن أدى تراجع أسهمه وسنداته إلى تكثيف المخاوف بشأن أزمة مصرفية عالمية.

كما عمدت الإدارة إلى كسب دعم بعض المستثمرين الاستراتيجيين كخيار لتعزيز الملاءة المالية للبنك من المستثمرين الخليجيين، والتي لم تأت بالحل الكافي.

ولما بدا ان طريق كريدي سويس اصبح مسدودا، اضطر الملاك بإيعاز من الحكومة السويسرية الى الموافقة على عملية الاستحواذ التي تقدم بها UBS لشراء منافسه الحصري كريدي سويس، والتي يمكن اعتبارها طوق النجاة بقيمة تقدر بنحو 3.3 مليارات دولار.

وتعتبر تلك القيمة قليلة بحق التاريخ المصرفي السويسري ـ كريدي سويس ـ والتي تعد من الصفقات المهمة لبنك UBS والتي ستعزز مكانته على قمة الهرمي المصرفي السويسري على الرغم من تاريخ نشأته. فهل بدأت موجات الانهيار للأنظمة المالية العالمية؟ وماذا يجب على بقية البنوك الأخرى اتباعه لتفادي مثل تلك الكوارث؟

المصدر : الأنباء

إغلاق