جاء الإعلان عن الإدراجات المرتقبة لسوق أبوظبي لتمثل عامل قوة جديداً تدعم صدارته لأسواق المنطقة وتحقيق استراتيجية السوق في مضاعفة القيمة السوقية، حيث كشف رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي محمد علي الشرفاء الذي كشف عن استهداف طرح وإدراج من 13 إلى 15 شركة جديدة في سوق أبوظبي للأرواق المالية قبل نهاية العام الحالي، على أن تشمل الطروحات 4 شركات من خارج الإمارات، إلى جانب طرح شركات حكومية وعائلية وخاصة، وذلك بما يتناسب مع مستهدفات الوصول بالقيمة السوقية لسوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 3 تريليونات درهم.
وأكد محللو أسواق المال أن تلك الطروحات المرتقبة تدعم استمرار ارتفاع سوق أبوظبي وتصدره لأداء أسواق المنطقة خلال العام الجاري، وتجاهل التطورات الجيوسياسية التي قد تؤثر على أسواق المال خلال العام الجاري، لافتين إلى أن هناك 7 فوائد أساسية يمكن لسوق أبوظبي أن يحرزها من تلك الإدراجات، هي (إضافة المزيد من العمق للسوق- جذب مزيد من السيولة- مضاعفة القيمة السوقية- تراجع مكرر الربحية وضمان استمرار الصعود- جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية- تنوع قطاعات السوق)
مضاعفة القيمة السوقية
من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب إن الإعلان عن إدراج 13 إلى 15 شركة جديدة العام الحالي، في سوق أبوظبي يدعم الهدف الطموح الذي حددته بورصة أبوظبي لمضاعفة القيمة السوقية للبورصة والوصول إلى 3 تريليونات درهم.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تمهد هذه الخطوة الطريق أمام اللاعبين من القطاع الخاص ويساعد في رفع شهية المستثمرين المحليين والعالميين ويزيد من سيولة السوق في سوق أبوظبي.
وأكد دياب أن الإمارات تعتبر من الأسواق الكبيرة في المنطقة، حيث تصدر سوق أبوظبي قائمة الأسواق العالمية من حيث الأداء الإيجابي لعام 2021 بنسبة بلغت 68.2% ولا يزال يسجل مستويات تاريخية جديدة في الوقت الراهن.
وتابع: الإدراجات تأتي في وقت جيد مع احتفاظ الأسواق على معدلات نمو عالية وللاستفادة من التقييم المرتفع في السوق، إضافة إلى المناخ الاستثماري المشجع الذي تتمتع به الدولة بشكل عام.
استمرار الارتفاعات القوية
وأفاد عضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي وضاح الطه بأن الإعلان عن الإدراجات المرتقبة في سوق أبوظبي يعتبر الحدث الأهم والأبرز خلال العام الجاري، حيث يضمن ذلك استمرار الأداء الإيجابي للسوق خلال 2022.
وقال الطه إن الإدراجات المرتقبة تضفي عمقاً للسوق ومزيداً من التنوع في القطاعات، بالإضافة إلى امتصاص حجم أكبر من السيولة وجذب المزيد من الاستثمارات.
وأشار الطه إلى أنه كان من الممكن أن يشهد السوق عمليات تصحيح كبيرة بعد الارتفاعات القوية التي شهدها خلال العام وفاقت بكثير ثاني أفضل سوق في المنطقة خلال 2021، ولكن السوق قد يتمكن من مواصلة الأداء الإيجابي بفضل الإعلان عن إدراجات جديدة، حيث يساهم ذلك في انخفاض مكرر الربحية للسوق، ما يعطي مزيداً من المساحة لتحقيق مزيد من المستويات القياسية والارتفاعات الكبيرة وتجاهل الضغوط التي تشكلها التطورات الجيوسياسة في العالم.
جذب استثمارات أجنبية
وقال ديفيش مامتاني محلل سنشري فاينانشال، إن الاكتتابات الأولية دعمت سوق أبوظبي خلال العام الماضي، لترتفع سيولة السوق خلال 2021 نحو 5 أضعاف، حيث شهد السوق ارتفاع القيمة التجارية لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 407% من 145 مليار درهم عام 2020 إلى 739 مليار درهم عام 2021 بسبب ارتفاع مستويات الاستثمار المحلي والدولي. واستحوذ المستثمرون المحليون على 70% من القيمة المتداولة، في حين شكل المستثمرون المؤسسيون الأجانب 30%.
وأضاف أن موجة الاكتتابات المرتقبة ستجعل سوق أبوظبي أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، حيث تمكن السوق من التصدي لتداعيات كورونا، وتتمتع الآن بميزة ارتفاع أسعار النفط وإنتاجه.
استراتيجية قوية
وقال محمد شاهين العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «سيفن كابيتال» إن سوق أبوظبي يسعى لإحداث نقلة نوعية من خلال اتخاذ القرارات التي تشجع المزيد من المؤسسات الأجنبية على الاستثمار في الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وهذا من الأولويات التي تسعى بورصة أبوظبي لتحقيقها.
المصدر : الرؤية