أخبار
الفولاذ الأخضر والهيدروجين الأبيض.. أبرز استثمارات بيل غيتس في الطاقة النظيفة
يركز الملياردير الأميركي بيل غيتس، في استثماراته، على تنفيذ مشاريع استثنائية هي الأولى من نوعها في العالم ترسم ملامح مشرقة للمستقبل.
إلى جانب إيجاد علاجات للأمراض الفتاكة والمستعصية، تستهدف مشاريع غيتس الذي يحتل حالياً المركز الخامس في قائمة أثرياء العالم، بثروة تقدر بـ154 مليار دولار، تستهدف مكافحة تغير المناخ وتطوير الجيل الجديد من المفاعلات النووية، ضمن سياق توفير الطاقة النظيفة في العالم.
أول مصنع للفولاذ الأخضر
قبل بضعة أيام، أطلقت شركة “إلكترا”، وهي شركة ناشئة يدعمها بيل غيتس، مصنعاً هو “الأول من نوعه” في العالم مركزه ولاية كولورادو يستخدم الطاقة المتجددة لإنتاج الفولاذ الأخضر بهدف خفض انبعاثات إنتاج الفولاذ في الولايات المتحدة، ودعم الهدف الأوسع بتخفيض انبعاثاته عالمياً، إذ تمثل صناعة الحديد 7 في المئة من الانبعاثات العالمية.
تستخدم شركة “إلكترا” عمليات كهروكيماوية ومعدنية مائية مثبتة على نطاق صناعي لتنقية خامات الحديد منخفضة الدرجة إلى حديد عالي النقاء عند 60 درجة مئوية. وتأخذ العملية أنواعاً مختلفة من الخامات وتتولى بصورة انتقائية بتنقية الشوائب الرئيسة في خام الحديد، مثل الألومينا والسيليكا، لتنتج فولاذ نظيف بنسبة نقاء تزيد على 99 في المئة.
ويعد هذا المصنع التجريبي خطوة مهمة نحو صناعة فولاذ أنظف وأكثر استدامة يغني عن حرق الوقود الأحفوري، ويهدف لإنتاج ملايين الأطنان من الفولاذ النظيف بحلول نهاية العقد، وهو ما يعده المشرفون على المشروع بأنه يقدم فرصة سوقية بقيمة تريليون دولار.
جيل جديد من محطات الطاقة النووية
ويعمل بيل غيتس عبر شركته “تيرا باور” على بناء جيل جديد من محطات الطاقة النووية القائمة على المفاعلات المعيارية الصغيرة، والتي لا تتسبب في انبعاثات كربونية، وتبلغ كلفة هذا المشروع المسمى “ناتريوم” أربعة مليارات دولار واستغرق تصميمه 12 عاماً في ما يصفه غيتس بأنه خطوة رائدة من شأنها أن تكون جزءاً كبيراً من كيفية الحفاظ على موثوقية الكهرباء وإبقاء الولايات المتحدة في طليعة توفير تكنولوجيا الطاقة.
سيكون مفاعل “ناتريوم” مبرد بالصوديوم السائل ويتطلب تصميمه كمية أقل من المياه، وسيولد 345 ميغاواط من الكهرباء بصورة ثابتة وينتج كمية أقل من نفايات الوقود النووي. وتقول شركة “تيرا باور” إن هذه المفاعلات مثالية لتوصيلها بالبنية التحتية الحالية لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وهو حل حاسم للمجتمعات التي تعتمد على محطات الفحم.
بمجرد تشغيل مفاعل “ناتريوم”، تخطط شركة “باسيفي كورب” الأميركية لضم المحطة إلى أسطولها لتوليد الطاقة، كما تدرس “تيرا باور” و”باسيفي كورب” إضافة خمسة مفاعلات أخرى من هذا الجيل إلى محطات الطاقة الحالية التي تعمل بالفحم في ولايتي وايومنغ ويوتا.
الهيدروجين الأبيض
وعملاً على تحقيق هدفه المتمثل في الحفاظ على البيئة، يمول الملياردير الأميركي الشهير شركة “كولوما” التي تنفذ مشروع هو الأول من نوعه على مستوى العالم للبحث عن الهيدروجين الجيولوجي الأبيض الموجود في الرواسب الجوفية، والذي يتميز بأنه خال من الكربون، ويحوي أعلى كثافة للطاقة مقارنة بأي وقود آخر من حيث الوزن.
وتستكشف “كولوما” حالياً الغرب الأوسط الأميركي بحثاً عن الرواسب الطبيعية للهيدروجين الأبيض الذي عجزت الدول والشركات لسنوات طوال عن وضع استراتيجيات فعالة لاستغلاله، وتعمل مختبرات الشركة على تطوير “نماذج جيوكيماوية وميكروبية” من أجل فهم العمليات التي تشكل الهيدروجين في الأنظمة الصخرية، بهدف نهائي يتمثل بإجبار الرواسب المعدنية على إنتاج الهيدروجين الذي يمكن بعد ذلك استخراجه.