أفضل وأسوأ الاستثمارات في النصف الأول من 2023

أدى الحماس بشأن النهاية المحتملة لرفع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة إلى ارتفاع مذهل بين الأصول الأكثر خطورة، التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها في العام الماضي، ما ساعد البيتكوين وشركات التكنولوجيا الكبرى على قيادة السوق من جديد، رغم قلق بعض الخبراء من أن الاتجاه الصعودي قد لا يستمر.

عملة البيتكوين تستعيد عافيتها

بعد هبوطه أكثر من 60% خلال العام الماضي، ارتفع سعر عملة البيتكوين المشفرة بنسبة 83% في عام 2023، ما يجعلها من فئة الأصول الأفضل أداءً بين أكثر من عشرين فئة يتتبعها المحللون في مصرف غولدمان ساكس.

أسهمت الضجة حول تقدم شركة الاستثمار العملاقة بلاك روك بطلب إنشاء صندوق بيتكوين متداول في البورصة، إلى ارتفاع سعر أكبر عملة مشفرة في العالم، لكن فئة الأصول الخطرة استفادت أيضًا من انخفاض التضخم إلى أدنى مستوياته منذ أوائل عام 2021، ما منح الأمل في أن يوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع معدلات الفائدة مؤقتًا (كما فعل) مع احتمال خفض معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام لتجنب الركود.

موجة صعودية

بالمثل، غذت احتمالية خفض معدلات الفائدة موجة صعودية للأسهم، إذ ارتفعت أسهم قطاع التكنولوجيا (بزيادة 40%)، وناسداك 100 (بزيادة 38%)، ومؤشر راسل 1000 (بزيادة 27%)، وجميعها تتضمن أسهم أبل، ومايكروسوفت، وإنفيديا.

حتى بعد تعديلها للمخاطر باستخدام نسبة شارب، التي تقسم عائد الاستثمار على مقياس للتقلب، لا تزال تكنولوجيا المعلومات، وناسداك 100، وراسل 1000، وبيتكوين، في أعلى فئات الأصول، متفوقة بفارق كبير على مؤشر ستاندرد آند بورز، الذي ارتفع بنسبة 14% هذا العام بعد انخفاضه بنسبة 20% تقريبًا في عام 2022.

على الجانب الآخر، فإن أسهم شركات النفط والطاقة، التي ارتفعت بشكل كبير مع عودة انتعاش الاقتصاد بعد جائحة كوفيد-19، تتصدر الأصول الأسوأ أداءً لهذا العام، بانخفاض 12% و9% على التوالي، إذ يحذر منتجو النفط من أن المخاوف الاقتصادية العالمية قد تستمر في النصف الثاني من العام، وقد تضر بالطلب.

أشار الخبير الاستراتيجي في مورغان ستانلي، مايكل ويلسون، في مذكرة حديثة إلى أن معنويات المستثمرين وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين، واصفًا التباين الهائل في السوق – من الانخفاضات الحادة العام الماضي إلى الارتفاع المذهل في النصف الأول لهذا العام – على أنه انتقال من “الخوف إلى الجشع”.

الأصول الأفضل أداءً في عام 2023 حتى الآن:

عملة البيتكوين المشفرة، بزيادة 80%.

قطاع تكنولوجيا المعلومات، بزيادة 40%.

مؤشر ناسداك 100، بزيادة 38%.

خدمات الاتصالات، بزيادة 36%.

الاستهلاك غير الضروري، بزيادة 31%.

مؤشر راسل 1000، بزيادة 27%.

الأصول الأسوأ أداءً في عام 2023 حتى الآن:

النفط الخام، بانخفاض 12%.

الطاقة، بانخفاض 9%.

المرافق، بانخفاض 5%.

قطاع المال، بانخفاض 3%.

الرعاية الصحية، بانخفاض 2%.

العقارات، لا تغيّر.

توخي الحذر

انهارت الأسواق العام الماضي، إذ غذى احتمال ارتفاع معدلات الفائدة المخاوف من تعثر الاقتصاد، لكن الركود الذي توقعه العديد من الخبراء لم يتحقق بعد.

في الواقع، أظهرت الدفعة الأخيرة من أرباح الشركات أن الشركات كانت مرنة إلى حد كبير، على الرغم من الرياح الاقتصادية المعاكسة، وقد تجاوزت العديد منها التوقعات.

ارتفع متوسط الإيرادات بنسبة 4% في الربع الأول، مقارنة بتوقعات نمو أقل من 2%.

ومع ذلك، هناك علامات تشير إلى ضعف اقتصادي. أدى تلاشي الدعم المالي، وانخفاض السيولة، وتأثير انخفاض التضخم بشكل أسرع من المتوقع إلى التزام الاستراتيجيين في مورغان ستانلي بالحذر بشأن الارتفاع الأخير للسوق.

هناك إشارة حذر كبيرة: ارتفع متوسط السهم في مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 3% فقط هذا العام، أقل بكثير من العائد الإجمالي، إذ استحوذت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أبل ومايكروسوفت على معظم المكاسب.

يقول ويلسون: “لا يزال التباين الأكثر إثارة للقلق في أقوى مؤشر، هو مؤشر ناسداك”، مشيرًا إلى وجود نسبة مئوية من الأسهم تتفوق على المؤشر الأوسع، في ظاهرة هي الأكثر تطرفًا في التاريخ. ويضيف: “إذا كان ارتفاع السوق الهابطة، هو حقًا السوق الصاعدة الجديدة، فيجب أن يتغيّر ذلك”.

المصدر: Forbes