تتفاوض شركة «شيفرون» على عقود لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لمدة تصل إلى 15 عاماً، حيث يتوقع المشترون أن تعتمد المنطقة على الواردات لفترة أطول مما كان يُعتقد من قبل، وفقاً لما ذكره مسؤول تنفيذي في شركة النفط والغاز الأميركية.
تأتي الرغبة الجديدة من جانب المشترين للاتفاق على صفقات توريد طويلة الأجل، بعد أن تراجعت عدة حكومات أوروبية عن بعض السياسات الخضراء، بسبب ارتفاع التكاليف والمخاوف الاقتصادية.
وارتفعت الواردات الأوروبية من الوقود فائق التبريد، بعد أن أوقفت روسيا صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب، عقب اشتعال الحرب بأوكرانيا، العام الماضي. وسعى المشترون في البداية إلى توريد الغاز الطبيعي المسال على المدى القصير، لمدة تصل إلى 5 سنوات، بسبب عدم اليقين في السوق وطموحات الدول لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
وقال كولين بارفيت، رئيس عمليات التجارة والشحن وخطوط الأنابيب في «شيفرون»، لـ«رويترز»، يوم الأربعاء، إن «ذلك تغيَّر مع تزايد التركيز على تأمين إمدادات الطاقة. لقد حدث تطور على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية من صفقات التوريد قصيرة الأجل والفورية إلى التزامات طويلة الأجل».
ويرى بارفيت أنه «بعد حرب روسيا وأوكرانيا، كانت الأفكار الأولية التي كنا نفهمها من أوروبا هي أنهم يريدون الغاز الطبيعي المسال فقط لفترة قصيرة من الزمن بسبب تحول الطاقة. ولكن ما رأيته يحدث في العام الماضي هو أنهم على استعداد للتحول إلى توقيع عقود أطول… يريد العملاء الأوروبيون الآن صفقات متوسطة الأجل، في فترة تصل إلى 15 عاماً، ونحن نعمل على بعض الصفقات التجارية».
وفي الشهر الماضي، أعلنت «شل» و«توتال إنيرجيز» عن اتفاقيتين منفصلتين لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لمدة 27 عاماً مع قطر، أحد أكبر المنتجين في العالم.
وتستورد «شيفرون» معظم الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، التي أصبحت مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال، بعد طفرة النفط والغاز الصخري في السنوات الأخيرة. وبلغت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع بقاء أوروبا المشتري الرئيسي.
وعلى المدى القصير، قال بارفيت إن السوق الأوروبية تبدو مزودة باحتياجاتها من الغاز بشكل جيد قبل فصل الشتاء، متابعاً: «يبدو أن إمدادات الغاز الأوروبي جيدة، ولكن ذلك لا يمنع خطر التقلبات إذا واجهت شتاء بارداً في أوروبا، وشتاء بارداً في آسيا، ومخاطر على الإمدادات، وكذلك ضرورة النظر إلى العوامل الجيوسياسية الأخرى»