وصف الباحث والخبير في التغيرات المناخية والمخاطر الطبيعية عامر بحبة، وضعية السدود في تونس بالسيئة جدا، مؤكدا أنها وصلت إلى 22.4% أي 519 مليون متر مكعب.
وأكد في تصريحات أنه في نفس التوقيت بالنسبة للسنة الماضية كانت السدود تسجل 675 مليون متر مكعب بالرغم من أنها كانت سنة جفاف أيضا.
وأكد أن أكبر 3 سدود في البلاد وهي “سيدي سالم” و”سجنان” و”سيدي البراق” وهي أكبر سدود تزود العاصمة والمحافظات الساحلية مثل نابل وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس بالماء الصالح للشرب، جميعها تشهد أدنى مستوياتها.
وأشار إلى أن نسبة المياه في سد سيدي سالم (شمال غربي تونس) تبلغ 27.3% أي 158.5 مليون متر مكعب فيما تبلغ نسبة المياه في سد سيدي البراق (شمال غربي تونس) 22.2% أي 63.5 مليون متر مكعب، أما سد سجنان (أقصى الشمال) فيسجل نسبة 32% أي 42 مليون متر مكعب.
وأوضح أن تونس تعيش وضعية جفاف منذ سنة 2015 باستثناء 2018 و2019 موضحا أن الجفاف في تونس لم يكن بسبب التغيرات المناخية بل هو إحدى ميزات مناخ تونس المتوسطي وهو الذي يفسره الوسائل التقليدية التي كان يستعملها التونسيون القدامى منذ 3000 سنة، للتأقلم مع الجفاف مثل “الفسقية” و”الحنايا ” و”الجسور” و”الماجل”.
وفسر عامر بحبة أن هذا المناخ الجاف الذي تتسم به تونس، بسبب المرتفع الجوي “أسور الأفريقي” الذي يمنع وصول المنخفضات الجوية إلى تونس.
من جهة أخرى، أكد عامر بحبة أن تدني منسوب المياه في السدود وانعدام التساقطات المطرية يؤثر سلبا على الوضع الزراعي في البلاد خاصة بعد توقيف عملية الري العمومي للخضر والغلال.
وأوضح أن هذا الوضع سيؤدي إلى مضاعفة الاستيراد خاصة لمواد القمح والشعير والأعلاف والخضر ما سيضر بالعملة الصعبة الموجودة في البلاد ،إضافة إلى أنه في حالة ندرة المواد سترتفع الأسعار.
وأكد أن” التغيرات المناخية التي تسببت في موجة الحر أثرت أيضا على القطاع الزراعي ولمسنا ذلك على أرض الواقع خلال فصل الصيف بارتفاع أسعار الخضر والغلال”.
وأدخلت وزارة الزراعة في البلاد نظام حصص لمياه الشرب في مارس/آذار الماضي، وحظرت استخدامها في الزراعة.
وحظرت الوزارة استخدام المياه الصالحة للشرب في غسيل السيارات وري المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع والأماكن العامة. ويواجه المخالفون خطر الغرامة والسجن لمدد تتراوح بين 6 أيام و6 أشهر.
ويرى الخبير في الموارد المائية عامر بحبة أنه يجب استغلال السنوات الممطرة كي لا تضيع أي نقطة من المياه. واقترح بناء خزانات يتم ربطها بالسدود كي يتم تحويل فائض السدود مباشرة إلى هذه الخزانات.
وأشار إلى أن السلطات التونسية انطلقت بالفعل في هذه السياسة المائية عن طريق ربط السدود بخزانات موضحا أنه يوجد في تونس 3 خزانات لذلك يجب بناء أكثر من ذلك.
وأكد أنه خلال الأسبوع المقبل ستشهد تونس منخفضا جويا وتساقط كميات كبيرة من الأمطار علها تنقذ الموسم الزراعي وتنقذ البلاد من العطش والجفاف.