أكد الشريك في قسم التكنولوجيا لشركة «بي دبليو سي» (PWC) في منطقة الشرق الأوسط، موسى بيدس، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يمكنه أن يحل مكان الإنسان، موضحاً أن قوة هذه التقنية تأتي في تمكين الإنسان بشكل أسرع وأفضل؛ لذلك المخاوف تتولد من عدم فهم القوى العاملة للصورة الكاملة للذكاء الاصطناعي، ومبيّناً أن المملكة تشهد استثمارات عديدة في تنمية القدرات والتعليم لفئة الشباب.
وقال بيدس لـ«الشرق الأوسط»، على هامش مؤتمر «ليب 24» التقني، إن معظم الشركات العالمية التي جاءت إلى السعودية تعمل في مجال التكنولوجيا، منها شركات تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأرجع ذلك إلى قوة وسرعة دخول المملكة من بين دول العالم هذا المجال خاصة من قبل الجهات الحكومية، في حين أن الدول الغربية ما زالت تواجه مخاوف منه.
وتابع أن السعودية لديها قدرة على جذب الاستثمارات في أحدث التقنيات لتطبيقها في البلاد.
بيئة تشريعية مشجعة
وذَكر بيدس أن المملكة تركز على التحول الرقمي ومجال تنمية المهارات في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من خلال «رؤية 2030»، التي تركز على التنوع في الناتج المحلي، لافتاً إلى مساهمة الذكاء الاصطناعي في السعودية بإمكانية وصوله إلى أكثر من 130 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو رقم قابل للنمو، بحسب تعبيره.
وتسعى المملكة من خلال الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للوصول إلى أفضل 15 مرتبة عالمياً في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، ولتصبح ضمن أعلى 10 دول في البيانات المفتوحة عن طريق بناء بيئة تشريعية مشجعة للشركات والمواهب، وتمكين أكثر من 20 ألف متخصص وخبير، بالإضافة لجذب استثمارات بقيمة 75 مليار ريال (20 مليار دولار)، وكذلك خلق أكثر من 300 شركة ناشئة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي في السياحة
وأوضح بيدس أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه قاعدة كبيرة للاستخدام في مجالات السياحة والطيران والنقل، مثل حجز التذاكر في المواقع الإلكترونية وعملية البحث التي يجريها العميل قبل ذلك في منصات مختلفة، ومع الذكاء الاصطناعي يتم إدخال المعلومات فقط لتقديم المناسب بناء على هذه المعلومات في جميع الجوانب المتعلقة بالسفر وأماكن الإقامة والتنقل. «ونرى حالياً عدة جهات حكومية في السعودية تثبت وجود هذه التجارب وتطورها».
وأضاف أن من التحديات التي تواجه القطاع السياحي هي سرعة التطور والتغيير لتقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال والقدرة على التحكم بدقة وسلامة البيانات المقدمة، ومتابعة عملية تحديث البيانات ومصادرها.
بدوره، ذكر شريك «بي دبليو سي» في الشرق الأوسط، وسيم ونيتين، أن الوجهات السياحية في المملكة تشهد تطوراً ملموساً بهوية فريدة تهدف إلى رسم معالم هذه التجارب لشرائح معينة من السياح والزوار، الأمر الذي يترتب عليه حاجة ملحة لتصميم أنظمة رقمية تراعي بدقة تفضيلات الزوار من خلال تخصيص التجارب بما يلبي توقعاتهم.
وتشارك «بي دبليو سي»، التي تعد ثاني أكبر شركة للخدمات المهنية في العالم، في مؤتمر «ليب» التقني بنسخته الثالثة تحت شعار «آفاق جديدة»، في الرياض، حيث يجمع المؤتمر أكثر من 1.8 ألف شركة محلية وعالمية من الفترة 4 – 7 مارس (آذار) الجاري، بالإضافة إلى أكثر من 600 شركة ناشئة، وستشهد النسخة الحالية استثمارات بقيمة 11.9 مليار دولار مقارنة بـ9 مليارات في النسخة السابقة.