قال رئيس جمعية الإمارات للتأمين، خالد البادي، إن هناك أربعة تحديات أساسية تواجه صناعة التأمين في المنطقة، تشمل التغير المناخي، والكوارث الطبيعية، وارتفاع معدلات التضخم، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية، ما يوجد حاجة ملحة لزيادة التغطيات التأمينية، مشيراً إلى أن هذه التحديات تجعل تجديد الاتفاقيات مع شركات إعادة التأمين للعام المقبل صعبة، كما أن من شأن ذلك زيادة الأسعار، لكنه لفت إلى إمكانية تحويل التحديات إلى فرص حقيقة، بشرط التعاون وتبادل الخبرات وزيادة الاستثمارات.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الـ28 للاتحاد «الأفروآسيوي» للتأمين وإعادة التأمين (فير 2023)، الذي بدأ أعماله في أبوظبي أمس، بمشاركة أكثر من 800 من المسؤولين التنفيذيين وصناع القرار في أسواق التأمين العالمية.
ويناقش المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات للمرة الأولى، وتنظمه جمعية الإمارات للتأمين، بالتعاون والتنسيق مع «الاتحاد الأفروآسيوي» للتأمين وإعادة التأمين، وبدعم من دائرة الثقافة والسياحة ممثلة في مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض، آخر التطورات والمستجدات التي تشهدها صناعة التأمين على المستوى الإقليمي والدولي، والتحديات التي تواجهها، ومحاولة بلورة حلول يمكن تبنيها خلال الفترة المقبلة.
وذكر البادي أن الموضوع الرئيس للمؤتمر هذا العام يتمحور حول السؤال المثير للاهتمام: هل يستمر تصلب أسواق إعادة التأمين؟ وما إذا كان تصلب سوق الإعادة هو ظاهرة مؤقتة أم يمكن أن تستمر هذه الاتجاهات بالفترة المقبلة في ظل التطورات والتحديات الجديدة، وما تأثيرات هذا التشدد على شركات التأمين على الصعيدين الإقليمي والدولي؟
وأوضح البادي أن تزايد شدة وحدة الكوارث الطبيعية خلال الأعوام الأخيرة، ألقى بظلاله على أسواق التأمين العالمية والإقليمية، لافتاً إلى أنه في مواجهة تزايد هذه الكوارث تزداد صلابة وتشدد شركات إعادة التأمين بشكل مطرد، الأمر الذي يحتم على شركات التأمين الأولية إعادة النظر في استراتيجياتها، وتصميم حلول للوقاية قائمة على التكنولوجيا والتقنيات والبيانات المحدثة.
وأضاف أن موضوع تشدد سوق إعادة التأمين يفرض نفسه بقوة على مجريات المؤتمر، مشيراً إلى أن موضوع التشدد في تجديد اتفاقيات الإعادة في ظل الظروف الراهنة يأتي على رأس التحديات التي ستواجهها شركات التأمين، مع توافر مؤشرات قوية بأن أسعار التجديد لعام 2024 ستتخذ منحى تصاعدياً، وعلى الأخص في بعض أنشطة التأمين، لأسباب ترجعها كبريات شركات الإعادة إلى استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وزيادة تواتر وشدة خسائر الكوارث، وبالتالي فإن مفاوضات تجديد اتفاقيات الإعادة لن تكون سهلة للعام المقبل.
وقال إن شركات التأمين في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط عموماً لن تكون بمعزل عن تلك التطورات والتحديات، لكن الشركات القوية ذات المركز المالي القوي ستكون بوضع تفاوضي أفضل. وحول الكوارث الطبيعية وانعكاساتها على شركات التأمين، قال البادي إن العالم شهد خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص زيادة في عدد الكوارث، موضحاً في هذا الخصوص أن «الأنماط الكارثية اختلفت بشكل ملحوظ، حيث شهدنا على سبيل المثال لا الحصر سيولاً جارفة في دول قلما كانت تشهد هطولاً للأمطار، في حين أصبحت التغيرات المناخية عنيفة من حرائق ضخمة وفيضانات جارفة، وغيرها من العوامل الطبيعية، التي أثرت على شركات التأمين وإعادة التأمين وتسببت بخسائر ضخمة لها، فيما توجهت شركات الإعادة على وجه الخصوص إلى إعادة النظر في سياسات التسعير واحتساب المخاطر».