أسواق عالمية

التجارة غير القانونية في أسواق الحياة البرية مهددة بالإغلاق

في ضوء جائحة فيروس كورونا، قال الصندوق العالمي للطبيعة “وورلد وايلدلايف فند WWF” إن دراسة استقصائية أجراها في جنوب شرق آسيا وهونج كونج، وجدت تأييدا عاما ساحقا من سكان المنطقة لإغلاق أسواق حيوانات الحياة البرية غير القانونية وغير المنظمة، بصفتها تخاطر بأن تكون مصادر محتملة لأمراض مماثلة لفيروس كورونا في المستقبل.
وأضافت المنظمة من مقرها في مدينة جلاند السويسرية “لم نمر أبدا أو نر شيئا كهذا في حياتنا، وفي الوقت الذي تواجه فيه الشعوب والبلدان في جميع أنحاء العالم الآثار المدمرة لوباء (كوفيد – 19)، يتوجب إغلاق أسواق حيوانات الحياة البرية عالية المخاطر”.
وذكرت أنه في حين لا تزال هناك تساؤلات حول الأصول الدقيقة لجائحة فيروس كورونا، أكدت منظمة الصحة العالمية أنه مرض له علاقة بالحيوان، ما يعني أنه قفز من الحياة البرية إلى البشر، ما يدعو إلى التركيز الحاد على المخاطر المحتملة، التي يمكن أن تشكلها أسواق حيوانات الحياة البرية على صحة الإنسان ورفاهيته.
وقالت إنه في مثل هذه السياقات، تباع الحيوانات الحية والنافقة جنبا إلى جنب مع الخضراوات والمواد الغذائية المختلفة، في ظروف غير صحية، مواتية بدرجة عالية في حصول التلوث المتبادل.
وأعادت المنظمة إلى الأذهان ارتباط بعض الأوبئة السابقة مباشرة بالحيوانات البرية، على سبيل المثال وباء سارس في 2003، حيث انتقل الفيروس من خفاش إلى سنور الزباد (أو قط الزباد، حيوان ليلي صغير الجسم ينتمي إلى الثدييات ويشبه القط) ثم إلى الإنسان. لكن بعضها الآخر، مثل إنفلونزا الخنازير، نشأ الوباء في الماشية، ربما عن طريق ناقل بري، مثل الخفافيش، ونبهت المنظمة إلى أن معالجة وباء كورونا ليست سهلة ولا عملية مباشرة تمضي إلى الأمام، غير أنه يمكن خفض المخاطر، بإغلاق أسواق الحيوانات المنتجة للخطر، مشيرة بذلك إلى فيروس إيبولا، وإنفلونزا الطيور، وسلالات جديدة من البكتيريا والفيروسات.
وقالت إن الاتجار غير المشروع وغير المنضبط بالحيوانات البرية يصنع فرصا خطيرة لانتقال الفيروسات بين البشر والحيوانات. وأضافت: ليس مصادفة أن عديدا من الأمراض المعدية الجديدة، التي ظهرت أخيرا تنشأ في أسواق، حيث يتم احتجاز الحيوانات البرية والداجنة والثدييات الحية والنافقة والطيور والزواحف وبيعها كلها في أماكن ضيقة.
وقالت: “لقد حان الوقت لربط النقاط بين تجارة الحياة البرية والتدهور البيئي والمخاطر على صحة الإنسان. إن اتخاذ إجراءات الآن من أجل البشر وكذلك عديد من أنواع الحياة البرية المهددة بالاستهلاك والتجارة أمر بالغ الأهمية لبقائنا جميعا، فبعد أزمة كورونا، لن نتمكن ببساطة من العيش “كما كان الحال من قبل”.
وفي ضوء هذه المخاطر، وضعت الحكومة الصينية في 24 شباط (فبراير) 2020 حظرا مؤقتا على تجارة واستهلاك حيوانات الحياة البرية، وقال الصندوق، إن الأبحاث الجديدة، التي قام بها الصندوق العالمي للطبيعة عبر معهد “جلوب سكان” أظهرت أن الناس في منطقة هونج كونج الإدارية وميانمار وتايلاند وفيتنام يؤيدون اتخاذ حكوماتهم إجراءات مماثلة لإجراءات الصين.
وفي أول مسح من نوعه للرأي العام أجري في آسيا حول العلاقة بين كورونا وتجارة الحياة البرية، أيد جميع المشاركين تقريبا (93 في المائة) مِن المجيبين في جنوب شرق آسيا وهونج كونج اتخاذ حكوماتهم إجراءات للقضاء على الأسواق غير القانونية وغير المنظمة.
وفي وقت السؤال، 3-11 آذار (مارس) 2020، أعرب 82 في المائة من المجيبين من منطقة هونج كونج واليابان وميانمار وتايلاند وفيتنام عن قلقهم الشديد أو الشديد جدا إزاء تفشي وباء فيروس كورونا.
وقالت كريستي ويليامز، المديرة الإقليمية لبرنامج آسيا والمحيط الهادئ التابع للصندوق العالمي للطبيعة: “لقد اتخذت الصين خطوات تحظر صيد الحيوانات البرية والاتجار بها ونقلها وأكلها، وتعمل فيتنام على وضع مبادئ توجيهية مماثلة. لكن يتعين على الحكومات الآسيوية الأخرى أن تتبع ذلك بإغلاق أسواق الحياة البرية التي تفرض مخاطر عالية وإنهاء هذه التجارة بشكل نهائي لإنقاذ الأرواح والمساعدة في منع تكرار الأزمة الصحية العالمية وما أنتجت من اضطراب اجتماعي واقتصادي نشهده في جميع أنحاء العالم اليوم”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما لا يقل عن 61 في المائة من جميع مسببات الأمراض البشرية هي أمراض سببية المنشأ، وتجارة الحياة البرية تشكل خطرا مشددا في انتشار الأمراض الحيوانية. وإغلاق الأسواق الشديدة الخطورة هي خطوة أولى مهمة نحو الحد من خطر تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ في المستقبل وحماية حياة الناس ورفاهيتهم.
وشجع الصندوق الحكومات على تعزيز الجهود الرامية إلى خفض الطلب على الحياة البرية، وزيادة الوعي العام، والعمل مع البلدان الأخرى ومنظمات الحفاظ على البيئة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لوضع حد للتجارة غير المشروعة في الحياة البرية من أجل زيادة فرصنا في مستقبل صحي للناس والكوكب.

إغلاق