أسواق عالمية
الجائحة تهدد بتراجع الناتج المحلي الأمريكي 12 % .. وارتفاع البطالة إلى 14 %
تتوقع الولايات المتحدة تراجع اقتصادها في الفصل الثاني من العام مع انخفاض إجمالي ناتجها الداخلي نحو 12 في المائة وارتفاع نسبة البطالة إلى 14 في المائة تحت تأثير انتشار وباء كورونا، قبل معاودة الانتعاش بدءا من الصيف.
وعطل انتشار فيروس كورونا المستجد الاقتصاد الأمريكي الذي كان الرئيس دونالد ترمب يعتز بحيويته قبل شهرين فقط في هذا العام الانتخابي، الذي يخوضه سعيا إلى الفوز بولاية ثانية.
وبحسب “الفرنسية”، تخطت حصيلة الوباء في الولايات المتحدة 884 ألف إصابة، فيما وصل عدد الوفيات إلى 51017، وفق أرقام جامعة جونز هوبكنز، وقد يؤدي تعطل النشاط إلى تراجع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي ـ1.9 في المائة في الفصل الأول مقارنة بالفصل السابق، وفق تقديرات نشرها “مكتب الميزانية في الكونجرس”.
أما في الفصل الثاني، فقد ينخفض بـ11.8 في المائة، ما سيمثل تراجعا بـ39.6 في المائة عن مستواه في الفصل الثاني من 2019.
وعلق مكتب الميزانية في الكونجرس على هذه الأرقام في بيان بالقول، “إن الاقتصاد سيشهد انكماشا قويا في الفصل الثاني من العام 2020 نتيجة عوامل على ارتباط بالوباء العالمي، ولا سيما تدابير التباعد الاجتماعي التي فرضت لاحتوائه”، لكنه حذر من أن هذه التقديرات لا تزال أولية وغير مؤكدة.
وتوقف النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة مع انتشار الفيروس خلال مارس وفرض تدابير تهدف إلى احتوائه، فاضطرت الحانات والمطاعم إلى إغلاق أبوابها، وكذلك معظم المتاجر غير الأساسية، في حين أرغمت شركات عديدة على تعليق نشاطها أو خفضه بشكل صارم.
وخلال خمسة أسابيع، سجل أكثر من 26 مليون شخص للحصول على مساعدات بطالة، وهو أمر غير مسبوق في الولايات المتحدة، وبعدما انحسرت البطالة في فبراير إلى 3.5 في المائة، أدنى نسبة لها منذ 50 عاما، عاودت الارتفاع بقوة فوصلت إلى 14 في المائة في الفصل الثاني وقد تسجل 16 في المائة في الفصل الثالث.
ومن المحتمل أن يبدأ الاقتصاد في التحسن بدءا من الصيف حين تتراجع المخاوف المحيطة بالوباء وتعمد السلطات المحلية إلى تخفيف تدابير الحجر المنزلي.
وباشر بعض الولايات معاودة النشاط، ومنها، جورجيا التي فتحت بعض المتاجر الجمعة، ومن قبلها تكساس وفرمونت، كما أعيد فتح بعض الشواطئ في فلوريدا.
في المقابل، تستبعد ولايات أخرى رفع أي تدابير في الوقت الحاضر، وفي طليعتها نيويورك، بؤرة الوباء في الدولة، لكن واضعي الدراسة لفتوا إلى أن التعافي من الأزمة سيستغرق فترة طويلة و”التحديات في وجه الاقتصاد وسوق العمل ستستمر لبعض الوقت”.
وقد يعاود الاقتصاد الأمريكي النمو في النصف الثاني من العام مع توقع تسجيل +5.4 في المائة في الفصل الثالث و+2.5 في المائة في الفصل الرابع، لكن انهيار الاقتصاد بين مارس ويونيو سيجعل نسب النمو هذه غير كافية للعودة سريعا إلى مستوى ما قبل الأزمة الصحية.
وتوقع ترمب في يناير نموا بـ3 في المائة للاقتصاد الأمريكي في 2020 كما في الأعوام التالية، وجعل من ذلك أحد أسس حملته الانتخابية.
لكن الواقع أن ما ينتظر أول اقتصاد في العالم هو تراجع في إجمالي الناتج الداخلي بـ5.6 في المائة عام 2020، يليه انتعاش طفيف بـ2.8 في المائة في 2021 وفق الدراسة.
أما العجز في الميزانية الفيدرالية، فمن المتوقع أن يصل هذا العام إلى 3700 مليار دولار، ما يفوق بثلاثة أضعاف التوقعات السابقة، ذلك بعدما أقر الكونجرس خطة ضخمة لدعم الاقتصاد، وفيما يتعلق بالدين، من المتوقع أن يمثل 101 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي في نهاية العام. وسينشر مكتب الميزانية في الكونجرس في منتصف مايو تفاصيل توقعاته الاقتصادية للعامين 2020 و2021، في المقابل، يتوقع صندوق النقد الدولي انكماشا بـ5.9 في المائة في إجمالي الناتج الداخلي هذا العام قبل تحقيق نمو بـ4.7 في المائة عام 2021.
في سياق آخر، اجتذب تجمع خارج مبنى الكونجرس في مدينة ماديسون في ولاية ويسكونسن الأمريكية أمس مئات المحتجين الذين طالبوا توني إيفرز حاكم الولاية الديمقراطي بإعادة فتح الولاية، حتى مع إعلانها أكبر قفزة خلال يوم واحد في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا.
وأصبحت إعادة فتح الأعمال التجارية المغلقة في الولايات الأمريكية قضية خلاف سياسي بعد تقويض اجراءات العزل العام للحد من انتشار الفيروس الاقتصاد الأمريكي.
وطالب المحتجون في ولايات عدة خلال الأسبوعين الماضيين بوقف الأوامر التي أدت إلى إغلاق الأعمال التجارية والأنشطة الأخرى التي تعد غير أساسية، واعتمر محتجون كثيرون قبعات تدعم الرئيس دونالد ترمب ولوحوا بالعلم الأمريكي ورفعوا لافتات كتب عليها “عودوا إلى العمل” و”افتحوا ويسكونسن الآن” في الوقت الذي دعوا فيه حاكم الولاية إلى إنهاء أمر البقاء في المنازل الساري حتى 26 مايو.
ومن المتوقع أن تكون ويسكونسن ولاية حاسمة في انتخابات الرئاسة التي تجري في نوفمبر التي يسعى الرئيس دونالد ترمب إلى الفوز فيها بفترة ثانية، وقال محتج من خلال بوق، “لا تتركوا الشيوعيين يسيطرون على دولتنا. فلتبقوا أقوياء ومتحدين وواثقين وفخورين بأمريكا”، وقالت شرطة الكونجرس في ويسكونسن، “إن نحو 1500 شخص حضروا التجمع، وإنه لم يتم اعتقال أحد”.
وتجاوزت حالات الوفاة جراء فيروس كورونا في أنحاء الولايات المتحدة 50 ألف حالة يوم الجمعة، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولو ويسكونسن 304 حالات جديدة من كورونا، وكانت تلك أكبر زيادة خلال يوم واحد في ويسكونسن منذ بدء تفشي الفيروس.
إلى ذلك، رفضت المحكمة الأمريكية العليا محاولة من نيويورك وولايتين أخريين تعليق سياسة الرئيس ترمب بشأن الهجرة خلال جائحة فيروس كورونا.
وتحظر هذه السياسة منح إقامة قانونية دائمة لمهاجرين معينين ترى الإدارة أن المرجح أن يحتاجوا إلى مساعدة حكومية في المستقبل، ورفضت المحكمة طلب نيويورك التي انضمت إليها ولايتا كونيتيكت وفيرمونت إضافة إلى مدينة نيويورك.
وترى الولايات أن هذا الإجراء يعرقل جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا “من خلال منع المهاجرين من الحصول على رعاية صحية والمزايا العامة التي تعد أدوات أساسية لحماية الناس”، بينما انتقد مدافعون عن حقوق الهجرة قانون الهجرة بوصفه “اختبارا للثروة”، يبعد بشكل غير متناسب المهاجرين غير البيض.