
ارتفعت أسعار الذهب، الجمعة، واتجه المعدن لتحقيق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي وسط مخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية بسبب خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية عكسية على كل دولة تفرض تعريفات جمركية على الواردات الأميركية.
وبحلول الساعة 0611 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية إلى 2940.40 دولار للأوقية (الأونصة) ليقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2942.70 دولار، التي سجلها الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المائة إلى 2957.50 دولار.
وكلف ترمب فريقه المعني بالاقتصاد وضع خطط لفرض رسوم جمركية على كل دولة تفرض رسوماً على الواردات الأميركية، وتشمل الدول المستهدفة الصين واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي.
وأفادت التقارير في الجلسة الماضية بأن مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة شهد زيادة قوية في يناير (كانون الثاني)، عقب تقرير التضخم الصادر الأربعاء، الذي أظهر ارتفاع أسعار المستهلكين بأسرع وتيرة في ما يقرب من عام ونصف العام.
وتشير بيانات مؤشر أسعار المنتجين إلى أن التضخم يتسارع مجدداً؛ ما عزز توقعات السوق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لن يخفض أسعار الفائدة قبل النصف الثاني من العام.
وأكد رئيس مجلس الفيدرالي جيروم باول، خلال جلسة الاستماع الثانية له في الكونغرس قبل أيام، أن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة. ويُعدّ الذهب ملاذاً آمناً ضد التضخم والضبابية الاقتصادية، لكن جاذبية المعدن الذي لا يدر عائداً تتضاءل في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 3.35 في المائة إلى 33.75 دولار للأوقية، في حين صعد البلاتين 0.81 في المائة إلى 1051.71 دولار، وصعد البلاديوم 1.18 في المائة إلى 1032.00 دولار.
وفي أسواق العملات، لم يشهد الدولار وغيره من العملات الرئيسية تغيراً يذكر، الجمعة، مع تقييم المتعاملين للتأثير المحتمل لرسوم جمركية عكسية أعلنتها واشنطن، لكن لن تدخل حيز التنفيذ على الفور، في حين خفف تقرير أسعار المنتجين في الولايات المتحدة المخاوف بشأن التضخم.
وكتب راي أتريل، رئيس محللي استراتيجية النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني في مذكرة بحثية: «لا يزال الغموض بشأن التعريفات الجمركية سائداً، لكن الأسواق تستمد حالياً بعض الارتياح من أنباء تفيد بأن المجموعة التالية من التعريفات لن تدخل حيز التنفيذ قبل أبريل (نيسان)».
وتراجع مؤشر الدولار ليحوم حول أدنى مستوياته منذ 27 يناير عند 107.25 نقطة، بعد أن طغى تأثير قراءة مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة على التهديدات الوشيكة بفرض رسوم جمركية.
ويتوقع تجار العقود الآجلة خفض أسعار الفائدة بنحو 33 نقطة أساس هذا العام، وذلك ارتفاعاً من 29 نقطة أساس قبل بيانات، الخميس، لكنه أقل من 37 نقطة أساس قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، الأربعاء.
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل عملات رئيسية عدة، عند 107.07 نقطة تقريباً.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية مع شعور المستثمرين بالارتياح إزاء أرقام مؤشر أسعار المنتجين؛ وهو ما ساعد الين على تعويض معظم خسائره بعد انخفاضه إلى 154.80، الأربعاء. وارتفعت العملة اليابانية قليلاً إلى 152.64 مقابل الدولار، الجمعة، لكنها تظل تتجه لتكبُّد أول خسارة أسبوعية منذ أوائل يناير.
واستقر اليورو قرب أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين عند 1.046925 دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة، بدعم من التفاؤل بشأن محادثات السلام المحتملة بين أوكرانيا وروسيا. وانخفض في أحدث تعاملات 0.04 في المائة إلى 1.0461 دولار.
ولامس الجنيه الإسترليني 1.25705 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ السابع من يناير. وتراجع في أحدث تعاملات 0.07 في المائة إلى 1.256 دولار. وأظهرت بيانات، الخميس، أن الاقتصاد البريطاني نما بشكل غير متوقع بنسبة 0.1 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي.