أسواق عالمية

أسواق المال العالمية تنتعش رغم الانكماش الصيني .. تفاؤل باستئناف النشاط الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية بقوة، رغم أول انكماش اقتصادي في الصين منذ 1992 وسط أزمة تفشي فيروس كورونا.
وأغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة أمس، مع تخطيط الرئيس دونالد ترمب إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي، عقب إعلان خطوات مماثلة في أوروبا، ما دعم آمال استئناف الأنشطة بعد إغلاقات شاملة لأسابيع.
وأبدى المستثمرون ارتياحا كذلك حيال تقارير عن عقار محتمل لعلاج “كوفيد – 19” من شركة صناعة الدواء الأمريكية جلياد ساينسز.
وصعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.6 في المائة، مواصلا مكاسبه للأسبوع الثاني على التوالي، مرتفعا في سبع جلسات من الثماني الأخيرة بفضل مؤشرات أولية على أن الجائحة تبلغ ذروتها في أشد مناطق القارة تضررا.
وصعدت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية الرئيسة في أوروبا، وحققت أسهم شركات التعدين أفضل أداء يومي لها في أكثر من ثلاثة أسابيع، مقتدية بصعود أسعار السلع الأولية.
وقالت سيلفيا جابلونسكي، المخططة الاستراتيجية والعضوة المنتدبة لدى دايركشن في نيويورك، “أن يخرج الرئيس ترمب ويقول إن الولايات المتحدة ستعيد على الأرجح فتح أجزاء من البلاد، يبدو معه أن هناك خطوة ما صوب عودة الأوضاع إلى طبيعتها”.
وارتفع “ستوكس 600” نحو 24 في المائة منذ سجل أدنى مستوياته خلال ثمانية أعوام في آذار (ماس)، مدعوما بسلسلة إجراءات تحفيز عالمية، لكن المكاسب كانت خافتة في الأسبوع الأخير في ظل بيانات اقتصادية ونتائج أعمال فصلية أبرزت وقع إجراءات الإغلاق الشامل على الشركات.
وآسيويا، بلغ مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو للأوراق المالية أعلى مستوى إغلاق في نحو ستة أسابيع أمس، ليقتفي أثر مكاسب للعقود الآجلة في الولايات المتحدة، بدعم من علاج محتمل لفيروس كورونا وتوجيهات من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لاستئناف الأنشطة الاقتصادية.
وتقدم مؤشر نيكاي 3.2 في المائة بفضل عمليات شراء لتغطية مراكز مدينة ليغلق عند 19897.26 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ التاسع من آذار (مارس). وفي الأسبوع، ربح المؤشر 2 في المائة.
وقال متعاملون إن انتعاش أمس، قادته في الأساس عمليات تغطية للمراكز المدينة من جانب مستشاري تداول السلع الأولية وصناديق أخرى، وليست عمليات شراء جديدة، ولذا فمن المرجح ألا يكون مستداما.
وأعلنت تايوان لصناعة أشباه الموصلات، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، التي تضم قائمة عملائها “أبل” المصنعة لآيفون، ارتفاع صافي ربح الربع الأول إلى مثليه تقريبا.
واقتداء بتلك المؤشرات الإيجابية، ارتفعت الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات المدرجة في طوكيو، وصعد سهم “طوكيو إلكترون”، التي تورد معدات تصنيع الرقائق 3.9 في المائة وتقدم سهم “أدفانتست” لصناعة أجهزة الاختبار 6.5 في المائة.
وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.4 في المائة إلى 1442.54 نقطة، فيما صعدت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو باستثناء ستة مؤشرات.
وتصدرت القطاعات المرتبطة بشدة بالدورة الاقتصادية، وهي النقل البحري ومعدات النقل والمعادن غير الحديدية قائمة المؤشرات الأفضل أداء في البورصة.
وارتفع سهم “نيبون ستيل” 4.4 في المائة، وقفز سهم “جيه.إف.إي هولدينجز”، الشركة الأم لـ”جيه.إف.إي ستيل” 4.7 في المائة.
وصعد سهم “هوندا موتور” 8.3 في المائة، بينما أضاف سهم “نيسان موتور” 3 في المائة، وتقدم سهم “مازدا موتور” 4.6 في المائة.
وبحسب “الألمانية”، ارتفعت الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بقوة أمس، على الرغم من أول انكماش اقتصادي في الصين منذ 1992 وسط أزمة تفشي فيروس كورونا. وصعدت الأسهم اليابانية، في وقت قررت فيه حكومة شينزو آبي رئيس وزراء اليابان، أمس الأول، توسيع حالة الطوارئ في اليابان لتشمل كامل البلاد بعد أن كانت سبع مقاطعات، حيث تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد عتبة عشرة آلاف إصابة.
وارتفع مؤشر كوسبي القياسي في كوريا الجنوبية 3.54 في المائة بعد يوم واحد من تحقيق الحزب الديمقراطي الكوري الحاكم بزعامة الرئيس مون جاي إن والأحزاب الموالية، انتصارا ساحقا في الانتخابات البرلمانية في البلاد.
وارتفع مؤشر أستراليا إس آند بي/ أيه إس إكس 200 القياسي 2.07 في المائة، وقفز مؤشر أوول أورديناريز الأوسع نطاقا 2.1 في المائة.
وقفز مؤشر هانج سنج في بورصة هونج كونج 2.4 في المائة، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.88 في المائة.
وأظهر الاقتصاد الصيني انخفاضا تاريخيا 6.8 في المائة في الربع الأول من العام وسط عمليات إغلاق واسعة النطاق سببها تفشي المرض، وهو الانكماش الأول منذ أن بدأ نشر البيانات الربع سنوية في 1992.
وفي الأرجنتين، تراجعت الأسهم بعد اقتراح إعادة هيكلة دينها، حيث هبطت بورصة بوينوس آيرس 6.21 في المائة، وفقا لـ”الفرنسية”.
وأمس الأول، تراجعت بورصة بوينوس آيرس حتى إن كانت سجلت ارتفاعا كبيرا بين الإثنين والأربعاء “3.08 في المائة ثم 6.58 في المائة و4.19 في المائة”.
وفي “وول ستريت”، قفزت الأسهم الأمريكية أمس، في أعقاب الخطوط الإرشادية الجديدة من الرئيس دونالد ترمب لإعادة فتح الاقتصاد وتقرير عن عقار محتمل لعلاج “كوفيد – 19″، في حين صعد سهم “بوينج” بفضل خطط لاستئناف الإنتاج. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 279.47 نقطة بما يعادل 1.19 في المائة ليصل إلى 23817.15 نقطة، وفتح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على صعود 42.88 نقطة أو 1.53 في المائة، مسجلا 2842.43 نقطة، وتقدم مؤشر ناسداك المجمع 135.12 نقطة أو 1.58 في المائة إلى 8667.48 نقطة.
إلى ذلك، قال جولدمان ساكس أمس، إنه يتوقع تراجع شحنات هاتف آيفون 36 في المائة في ربع العام الحالي بسبب الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا في أنحاء العالم وخفض توصيته لسهم “أبل” إلى “بيع”.
وتراجعت أسهم “أبل” 1.6 في المائة إلى 282.13 دولار أمس، رغم ارتفاع المؤشر القياسي ستاندرد آند بورز 500.
وخفض محللو جولدمان أيضا سعرهم المستهدف للسهم 7 في المائة إلى 233 دولارا في تقريرهم الذي يتنبأ بتراجع الطلب على آيفون على مدى الربع المنتهي في حزيران (يونيو)، وهو الربع الثالث من العام المالي لشركة أبل.
وأشاروا إلى أن متوسط أسعار بيع الأجهزة الاستهلاكية من المرجح أن يتراجع في خضم ركود اقتصادي، وأن يظل ضعيفا حتى بعد بدء تعافي مبيعات الوحدات.
وكتب محللو “جولدمانس ساكس” في مذكرة، “لا نفترض أن هذا التباطؤ سيفرز فقد أبل مستخدمين من قاعدتها. لكننا نفترض – ببساطة – أن المستخدمين الحاليين سيحتفظون بالأجهزة فترات أطول ويعمدون إلى البدائل الأرخص من أبل نفسها عندما يشترون جهازا جديدا”

إغلاق