أخبارأسواق عالميةمال و أعمال

بعد انزلاق دراماتيكي لـ «سيليكون فالي بنك» .. ذعر يدخل مصارف العالم في مسار التراجع

واجه القطاع المصرفي العالمي صعوبات في أسواق المال، نتيجة انزلاق دراماتيكي لـ”سيليكون فالي بنك” ومخاوف مرتبطة بمشكلات تواجهها المجموعة المالية الأمريكية “إس في بي” الشريكة المالية المميزة لعدد من شركات التكنولوجيا.

وشهدت القيمة السوقية لبنك “سيليكون فالي” الأمريكي تراجعا بنسبة 60 في المائة في يوم واحد فقط، إذ هوت بصورة حادة خلال تداولات الخميس مغلقا على كارثة. وجاءت الخسائر الكبيرة في ظل المخاوف من السيولة لدى البنك الأمريكي.

وقال ديفيد بينامو مدير الاستثمارات في مجموعة “أكسيوم الترناتيف إينفستمنت” أمس، “إن هذا الذعر الصغير نجم عن ردود فعل متتالية، تبدأ بسحب مبالغ كبيرة من قبل عدد كبير من العملاء”.

والسبب الأول كان إعلان مجموعة “إس في بي فاينانشيال جروب” الشركة الأم لمصرف سيليكون فالي بنك “إس ف بي” الأربعاء، زيادة رأسمالها بمقدار 2.25 مليار دولار للتغلب على صعوبات.

وفي منتصف النهار في بورصة باريس خسر سهم “سوسيتيه جنرال” 4.77 في المائة من قيمته ليبلغ 25.44 يورو، و”بي إن بي باريبا” 3.02 في المائة “60.75 يورو” و”كريدي أجريكول” 2.94 في المائة ليصل إلى 10.97 يورو.

في أماكن أخرى من أوروبا خسر البنك الألماني “دويتشه بنك” 7.33 في المائة ومصرف باركليز البريطاني 3.84 في المائة و”إنتيزا سانباولو” الإيطالي 2.21 في المائة واتحاد المصارف السويسرية “أو بي إس” 3.19 في المائة.

كما منيت المصارف المدرجة في بورصتي هونج كونج واليابان بخسائر كبيرة.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر أنه مع الإعلان عن صعوبات يواجهها “سيليكون فالي بنك” ومرتبطة بسحب ودائع، دعا المدير المالي للمجموعة المالية العملاء إلى “عدم سحب هذه الودائع من المصرف وعدم بث الخوف والذعر”.

وستجبر عمليات سحب جماعية البنك على بيع الأصول للحصول على السيولة اللازمة. إذا كانت هذه الأصول تشمل سندات صادرة منذ عام أو أكثر، فإن قيمتها قد انخفضت بشكل حاد منذ شرائها بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

باعت المجموعة على عجل محفظة أوراق مالية بقيمة 21 مليار دولار ما أدى إلى خسارة تقدر بنحو 1.8 مليار دولار.

وأكد كريستيان باريسو من مجموعة الوساطة “أوريل بي جي سي” في مذكرة أن المستثمرين “رأوا أيضا في الصعوبات التي يواجهها المصرف تأثير انعكاس منحنى معدلات الفائدة”، أي عندما تكون المعدلات قصيرة الأجل أعلى من المعدلات طويلة الأجل.

وتقوم المصارف عادة بالاقتراض بمعدلات قصيرة الأجل لتقدم قروضا بمعدلات متوسطة أو طويلة الأمد.

إلى جانب مجموعة أمريكية أخرى تواجه تحديات. فقد أعلنت الشركة الأم لمصرف “سيلفرجيت” العاملة في العملات المشفرة الأربعاء أنه ستتم تصفية المؤسسة.

وهذا المسار التراجعي يتناسب مع ما حدث في وول ستريت. فقد خسر مصرف “بنك أوف أمريكا” 6.20 في المائة من قيمة أسهمه، و”ويلز فارجو” 6.18 في المائة و”سيتي جروب” 4.10 في المائة.

وبعد انخفاضه أكثر من 60 في المائة، فقد يسجل سعر سهم “إس في بي” 45 في المائة حسب مبادلات إلكترونية تسبق افتتاح البورصة.

وقال ستيفن إينيس المحلل في مجموعة “إس بي آي مانجمنت” في مذكرة أراد أن تكون مطمئنة “إن وقوع حادث مرتبط برأس المال أو السيولة بين المصارف الكبرى احتمال ضئيل”.

ومنذ الأزمة المالية في 2008 – 2009 وإفلاس بنك “ليمان براذرز” الأمريكي أصبح على المصارف تقديم ضمانات قوية لسلطة ضبط الأسواق الوطنية والأوروبية.

وتخضع الهيئة المصرفية الأوروبية 50 مصرفا رئيسا في القارة لاختبارات ملاءة.

وكشفت نتائج آخر اختبار من هذا النوع في نهاية يوليو 2021 أن المؤسسات المالية قادرة على تحمل أزمة اقتصادية خطيرة بدون أضرار جسيمة.

المصدر : الاقتصادية

إغلاق