انطلقت اليوم الإثنين فعاليات المؤتمر الثالث لمنظمة «إيكاو » للطيران والوقود البديل، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتستضيف الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات، الحدث العالمي الأبرز بقطاع الطيران، خلال الفترة من 20 حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في دبي، وسط حضور ومشاركة وفود رفيعة المستوى من أكثر من 191 دولة حول العالم للتحاور وتبادل الخبرات والتفاهم حول سبل خفض الانبعاثات الكربونية بقطاع الطيران.
الدورة الثالثة.. الأكبر منذ انعقاد المؤتمر في 2009
وتمثل النسخة الثالثة من مؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” بشأن الطيران والوقود البديل، الأكبر منذ انعقاد المؤتمر؛ حيث تم تنظيم عدد من الاجتماعات التحضيرية لهذه النسخة من المؤتمر خلال شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2023 في مقر المنظمة بمونتريال، كندا، وذلك للخروج بأجندة واضحة بالتوافق بين صناع القرار من مسؤولي الدول الأعضاء وممثلي شركات الطيران والوقود والمؤسسات ذات الصلة بالطيران والبيئة.
ومؤتمر الطيران وأنواع الوقود البديل يُعد حدثاً دولياً يركز على الوقود والنهج المتعلق بالطاقة النظيفة في صناعة الطيران، وهو بمقام منصة لتبادل الابتكارات، وعرض المعلومات من الدول وأصحاب المصلحة في الصناعة بهدف تشكيل إطار شامل للطاقة النظيفة في مجال الطيران.
وتشمل فعاليات أعمال المؤتمر انعقاد أكثر من 18 جلسة نقاشية متخصصة واجتماعات ثنائية وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون والشراكات فيما بين مؤسسات حكومية وشركات في مجالات الطيران والطاقة وكذلك مؤسسات متخصصة في مجالات البيئة.
وهناك عدد من الرعاة الداعمين لهذا الحدث؛ حيث تأتي أيرباص، وفلاي دبي، وإينوك، وبلاتينيوم للأعمال الفنية تحت فئة الشركاء البلاتينيين. كما تأتي الاتحاد للطيران، أدنوك، ويونيفايد للطيران، والعربية للطيران، وسكاي دايف وايروسباركس كشركاء ذهبيين.
وتأتي مطارات أبوظبي، وبوينج، وساف ون، وإيه أو درونز، وتداوي للرعاية الصحية وإياتا تحت فئة الشركاء الفضيين، إضافة إلى وكالة أنباء الإمارات (وام) وسكاي نيوز عربية كشركاء إعلاميين.
يهدف المؤتمر إلى تسهيل مناقشات وتعاونات حيوية حول خفض انبعاثات الكربون في صناعة الطيران. وتؤكد دولة الإمارات التزامها بالطيران المستدام وتمكن نفسها كقائد في مجال الوقود البديل.
وكانت دولة الإمارات قد شاركت في ورشة البيئة والطيران- وقود الطيران، الذي عقدته منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في مقرها الاقليمي في القاهرة، بتاريخ ٧و٨ مايو/آيار 2023.
وقد تطرقت الورشة لأهم التحديات المستقبلية التي تواجه دول المنطقة بما يخص تطوير السياسات والتشريعات والخطط المستقبلية، بالإضافة لتوفير فرص استثمارية لدعمهم لإنتاج وقود الطيران، كما أن الورشة تعتبر أحد الورش التمهيدية والتحضيرية لمؤتمر الطيران والوقود البديل في دورته الثالثة –الحالية- والتي فازت دولة الإمارات باستضافتها.
ويُعد مؤتمر الطيران والوقود البديل أكبر تجمع دولي للقادة في صناعة الطيران والمصنعين والمستثمرين والخبراء في الصناعات ذات الصلة بوقود الطيران منخفض الكربون والوقود المستدام.
ويأتي فوز دولة الإمارات باستضافة النسخة الثالثة من مؤتمر الطيران والوقود البديل بإجماع كل الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو»، ليؤكد على الثقة الدولية بالدور المؤثر والمحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في ملف تغير المناخ في قطاع الطيران على الصعيد الإقليمي والعالمي.
كما أن الحدث يأتي قبل قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بما يعزز مكانة الإمارات بوصفها رائداً عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي.
ويهدف المؤتمر إلى إحداث توافق دولي على آليات التحول نحو منظومة متوازنة لإنتاج وقود الطيران واستدامة نمو قطاع الطيران، من خلال مناقشة 4 محاور رئيسية مرتبطة بالتشريع والسياسات، والتمويل، وطرق التطبيق، والتنفيذ.
وقد تم إطلاق مؤتمر الطيران والوقود البديل مظلة منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» قبل 14 عاماً وتحديداً في العام 2009، وذلك بهدف إحداث توافق عالمي بشأن آليات التحول نحو منظومة متوازنة لإنتاج وقود الطيران تراعي التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والبيئية.
هذه النسخة من المؤتمر تكتسب أهمية خاصة كونها ستُشكل نقطة تحول في صناعة الطيران العالمي، حيث سيشارك صناع قرار ومسؤولون في الطيران، والطاقة، والبيئة من معظم الدول الأعضاء في المنظمة والبالغ عددها 191 دولة، للاتفاق حول السياسات ومصادر التمويل لتسريع إنتاج الوقود النظيف مما سيساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع الطيران، ويدعم الجهود المبذولة لتحقيق الهدف العالمي الطموح للطيران على المدى الطويل (LTAG) والمتمثل في صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050؛ وفق ما أكد سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات.
إن اختيار دولة الإمارات لاستضافة هذه النسخة من المؤتمر، يؤكد الدور الفاعل والمؤثر الذي تلعبه دولة الإمارات في ملف تغير المناخ في قطاع الطيران ليس فقط إقليمياً وإنما على الصعيد العالمي، لا سيما أنها من أوائل الدول في المنطقة التي أدركت مبكراً أهمية التعامل مع هذا الملف الحيوي.