أخبار

الرئيس التنفيذي المؤسِّس لشركة (كاكتاس كوميونيكيشنز) العالمية: لا أتصوّر نهايةً ولا حدوداً لما يمكن أن تحققه المملكة العربية السعودية

ثلاث جامعاتٍ سعودية حجزت مكانها بين أفضل عشر في الشرق الأوسط

نتوقع أن تحرز الجامعات السعودية تقدماً كبيراً في التصنيفات العالمية في المستقبل القريب

“نقوم بدورٍ محوريٍّ من خلال تقديم خدماتٍ شاملةٍ لدعم النشر وتعزيز وصول الباحثين السعوديين إلى المنظومات الدولية للبحث العلمي، ومساعدتهم في الحصول على التقدير الذي يستحقونه” بهذه العبارة أشار الأستاذ أبهيشيك جويل الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة (كاكتاس كوميونيكيشنز) إلى أحد الأدوار الاستراتيجية التي تقوم بها الشركة لدعم البحث العلمي بالمملكة، من خلال تقديم مجموعة شاملة من خدمات دعم النشر المصممة خصيصاً لتتناسب مع احتياجات الباحثين السعوديين، مؤكداً أن “الطموح العلمي والتكنولوجي المتجسد في رؤية السعودية 2030 ألهمنا وحفزنا للدخول إلى هذه المنطقة”.

هذه مقتطفات من الحوار الخاص الذي أجرته جريدة (الرياض) مع الرئيس التنفيذي المؤسِّس لشركة (كاكتاس كوميونيكيشنز) المتخصصة في تقنيات النهوض بالبحث العلمي وتسريع تطوره، وذلك عقب مشاركته بلقاء (رؤية السعودية 2030: الرحلة حتى اليوم وما بعد 2030) الذي استضافته مؤخراً شركة (إديتيج Editage) في جدة، وجمع نخبة من قادة ورواد البحث العلمي والأكاديمي بالمملكة.

وتطرق ضيفنا إلى التقدم الذي أحرزته المملكة عالمياً في قطاع البحث العلمي، ومكانة الجامعات السعودية، والتحديات التي تواجه الباحثين السعوديين، مشيراً إلى الإطلاق الرسمي لشركة )إديتيج) بالمملكة، ورسالة شركة كاكتاس ودورها الاستراتيجي في مجتمع الأبحاث السعودي، ومدى تماشيها مع الرؤية الطموحة. كما سلط الحوار الضوء على إسهامات الشركة في إثراء البحث العالمي ودعمها لرؤية 2030 وبرنامجها للتحول الوطني، واستعرض الكثير من الموضوعات التي تهمّ مجتمع البحث العلمي بالمملكة؛ فإلى تفاصيل الحوار.

• نود في البداية أن نتعرف على طبيعة عمل كل من شركة (كاكتاس كوميونيكيشنز Cactus Communications) وشركة (إديتيج Editage)، وما الذي دفعكما الى توسيع نطاق خدماتكم إلى المملكة العربية السعودية؟

تعد (كاكتاس كوميونيكيشنز Cactus Communications) بخبرتها الواسعة التي تربو على 20 عاماً شركةً متخصصةً في التقنيات التي تهدف إلى تسريع عجلة التقدم العلمي من خلال ما تقدمه من منتجاتٍ وخدماتٍ متنوعة، وتلتزم الشركة بخدمة الباحثين في جميع مراحل البحث العلمي وتمكين أعمالهم من الوصول إلى أوسع نطاقٍ ممكن من الجماهير حول العالم لإحداث تأثيرٍ كبير. أما (إديتيج Editage) فهي علامةً تجاريةً تابعةً لشركة (كاكتاس كوميونيكيشنز Cactus Communications) وهي شركةٌ رائدةٌ في التقنيات التي تهدف إلى النهوض بقطاع البحث العلمي وتسريع تطوره، وتُعنى بتلبية جميع متطلبات الباحثين؛ حيث تقدم مجموعةً شاملةً من خدمات دعم النشر المصممة خصيصاً لتتناسب مع احتياجات الباحثين الأكاديميين في المملكة، ومن بين هذه الخدمات خدمة اختيار المجلات العلمية، وتحرير مخطوطات البحث، والدعم الإحصائي، ونشر الأبحاث وترويجها وإيصالها إلى الجمهور.

ولعل الطموح العلمي والتكنولوجي المتجسد في رؤية السعودية 2030 هو ما ألهمنا وحفزنا للدخول إلى هذه المنطقة، وكلنا حماسٌ لأن نصبح جزءاً من رحلة تحول المملكة إلى الاقتصادٍ القائمٍ على المعرفة والمساهمة في جعل المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً للبحث العلمي. ولا شك أن الاستثمار الكبير الذي تضخه البلاد في البحث والتطوير إلى جانب إنشاء هيئاتٍ بحثية عالمية المستوى تجذب أفضل المواهب والكفاءات كفيلٌ بخلق منظومةٍ نابضةٍ بالحياة يمكن لشركة (إديتيج) أن تقدم فيها قيمةً حقيقية.

• وكيف كانت بدايات (إديتيج) في السعودية، ومن هم شركاؤها الحاليون؟

أسست (إديتيج) قاعدةً لوجودها وتواصلها مع مجتمع البحث العلمي السعودي في عام 2015م؛ إذ يمثل هذا العام بداية تعاوننا مع أول عميلٍ سعودي، وقد شهدنا منذ ذلك الحين تنامياً في الطلب على خدماتنا، بدءاً من تحرير مخطوطات البحث وليس انتهاءً بالتحليل الإحصائي. ويعد هذا العام هو العام الذي انطلقت فيه شركة (إديتيج) رسمياً في المملكة العربية السعودية؛ حيث حرصنا على مواءمة جهودنا مع الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030.

وتعد (إديتيج) قاطرة جهودنا في مجال التعاون مع الباحثين في المملكة وأعضاء هيئة التدريس العاملين في المعاهد البحثية المتميزة والمؤسسات البحثية المرموقة كالجامعات، وذلك في مختلف المجالات والتخصصات. ونتطلع بحماسٍ إلى تعزيز العلاقات والروابط وتقديم الدعم للعديد من الباحثين والمؤسسات البحثية في السنوات المقبلة من خلال مجموعتنا الواسعة من الحلول والخدمات.

• وبعد هذه السنوات من العمل في الأوساط الأكاديمية السعودية، ما تقييمكم للقطاع البحثي والاستثمارات البحثية حالياً في المملكة؟

لقد ارتقت المملكة العربية السعودية بسرعةٍ كبيرةٍ حتى صارت واحدةً من أهم الدول المؤثرة في البحث العلمي في العالم، وهذا بفضل تحولها الاستراتيجي نحو الاقتصادٍ القائمٍ على المعرفة والاستثمار الحكومي السخي في البحث والتطوير (حيث وصل إلى 19.2 مليار ريال في عام 2022م، وهي زيادةٌ تبلغ 32.7% مقارنةً بما كان عليه عام 2021م، كما ارتفع عدد الباحثين إلى 3016 باحثاً وباحثةً في عام 2022م، بزيادةٍ قدرها 21.6% عن عام 2021م). وتوضح ورقة العمل التي نشرناها مؤخراً تحت عنوان (رؤية 2030: مسار المملكة العربية السعودية للتقدم من خلال التميز البحثي) التقدم الذي أحرزته المملكة في مختلف مؤشرات ومقاييس البحث العلمي والإبداع، ولا سيما منذ اعتمادها رؤية السعودية 2030، ومن وجهة نظري فلا أتصور نهايةً ولا حدوداً لما يمكن أن تحققه المملكة.

• وهل انعكس هذا التقدم على الترتيب الأكاديمي للجامعات السعودية دولياً؟

نعم؛ فالجامعات السعودية وجودها ملموسٌ ومشاهدٌ على الصعيد الدولي، ولا عجب فقد حجزت ثلاث جامعاتٍ منها مكانها بين أفضل عشر جامعاتٍ في الشرق الأوسط وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن تصنيف مؤسسة (كيو إس) العالمي للجامعات. وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الملك عبدالعزيز بجدة برزت في التصنيف ذاته للجامعات لعام 2024م حيث احتلت المرتبة 143 من بين 1500 جامعةٍ حول العالم، وتحتل المملكة على الصعيد الإقليمي المرتبة الثالثة في الشرق الأوسط، والثامنة في آسيا. ومن اللافت كذلك أن 64 جامعةً سعوديةً حجزت أماكن لها في التصنيفات العالمية؛ مما يؤكد تزايد الأهمية الأكاديمية للمملكة على المستوى الدولي. وليست هذه سوى البداية في نظري؛ حيث أتوقع أن تحرز الجامعات السعودية تقدماً كبيراً في التصنيفات العالمية في المستقبل القريب.

• حديثنا عن الجامعات السعودية يدعونا للتساؤل: كيف يؤثر الدعم الذي تقدمه (إديتيج) في جانب نشر الأبحاث عالمياً على تحسين التصنيف الدولي لهذه الجامعات على النحو المتوخى في رؤية 2030؟

تؤثر (إديتيج) تأثيراً مباشراً على المقاييس الحاسمة في عملية التصنيف الدولي، كالسمعة الأكاديمية والاستشهادات العلمية، كما تقدم حلولاً مصممةً خصيصاً للجامعات لمساعدتها على زيادة تصنيفها العالمي. وتتعاون الشركة مع الباحثين والمؤسسات البحثية كالجامعات لتحسين المخرجات البحثية، وقد صممت خدماتها بصورةٍ تمكنها من تحسين تأثير الأبحاث العلمية؛ مما يساعد الباحثين في جعل أوراقهم البحثية جاهزةً للنشر، فضلاً عن تحسين استراتيجياتهم في اختيار المجلات والنشر. وهذه العملية أشبه ما تكون بدورةِ نموٍّ متكررة؛ فكلما زادت منشوراتك البحثية وزادت جودتها تحسنت سمعتك البحثية وزادت الاستشهادات العلمية بأعمالك؛ مما يؤثر في النهاية على تصنيفك الأكاديمي.

• من خلال خبراتكم في مجال تحسين السمعة البحثية والتصنيف الأكاديمي، نود التعرف على التحديات التي يواجهها الباحثون في المملكة لنشر أبحاثهم في المجلات العلمية الدولية؟

رغم التركيز المتزايد والدعم الحكومي الكبير للبحث والتطوير في المملكة إلا أن الباحثين السعوديين لا يزالون يواجهون تحدياتٍ خاصة، كصعوبة التنقل في المراحل المعقدة لعملية النشر، والحواجز اللغوية؛ ففي الوقت الذي نرى فيه التزام الدولة بتمويل الأبحاث -على سبيل المثال-، نجد أن الباحثين يحتاجون إلى المساعدة في أغلب الأحيان للتنقل بسهولةٍ في المشهد التمويلي. ويمكن لشركة (إديتيج) أن تقوم بدورٍ محوريٍّ في هذا الصدد من خلال تقديم خدماتٍ شاملةٍ لدعم النشر لتعزيز وصول هؤلاء الباحثين إلى المنظومات الدولية للبحث العلمي، ومساعدتهم في الحصول على التقدير الذي يستحقونه.

• هلا شاركت معنا كيفية تحسين (إديتيج) لظهور وانتشار الأبحاث التي يجريها الباحثون السعوديون؟

لخدمة ترويج الأبحاث العلمية التي تقدمها (إديتيج) دورٌ كبير في تعزيز العلوم المفتوحة؛ فهي تساعد على نشر الأبحاث العلمية وإيصالها إلى المجتمع الأكاديمي وإلى جماهير أخرى غير أكاديمية. وتساعد هذه الخدمة الباحثين بصورةٍ فاعلةٍ على عرض أعمالهم البحثية وترويجها بما يضمن حصول هذه الأعمال على الاهتمام الذي تستحقه. وتمكن حلول ترويج الأبحاث الخاصة بنا الباحثين السعوديين من مشاركة أبحاثهم العلمية وعرض نتائجهم الجديدة والرائدة بصورةٍ مرئيةٍ ومميزة لفئاتٍ جماهيريةٍ مهمةٍ، من خلال فريقٍ رائدٍ في مجاله من المصممين والرسامين وكُتاب المحتوى العلمي المتميزين. وباختصار فإن (إديتيج) تحسِّن نطاق ظهور الأبحاث العلمية السعودية وانتشارها من خلال خدمات دعم النشر المستهدف وخدماتٍ ديناميكيةٍ وفعالةٍ للترويج للأبحاث العلمية.

إغلاق