أخبارأسواق عربية

بعد صعود2021.. توقعات بتراجع مبيعات الموضة السريعة مرة أخرى

ذكرت بيانات وزارة التجارة البريطانية، أن معدل إنفاق المستهلين ارتفع في يناير بنسبة 3.8% مقارنة بشهر ديسمبر، على الرغم من استمرار التضخم، وعدم اليقين المرتبط في الوباء.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة الإيكونومست البريطانية، فإن هذا الارتفاع هو أسرع ارتفاع شهري منذ ما يقارب عام، وأوضح التقرير أن زيادة إنفاق المستهلكين تعود بازدهار قطاع الموضة الذي يعتبر القطاع الوحيد الذي شهد نمواً في المبيعات الرقمية الشهر الماضي على أساس سنوي، خاصة مع انطلاق أسابيع الموضوع.

وكانت العلامات التجارية الراقية مثل كريستسيان ديور Christian Dior و غوتشي Gucci، محصنة نسبياً من الاضطرابات الاقتصادية، حيث إن عملاءها على الرغم من أنهم قد يتعرضون لضربة من الركود الاقتصادي، ولكن نادراً ما ينتهي بهم الأمر ليصل إلى عدم إنفاقهم على الملابس، وفي نفس الوقت قد لا تكون ماركات الملابس الأقل فخامة محصنة بنفس الدرجة، إلا أنها على الرغم من ذلك حققت نجاحاً كبيراً في الآونة الأخيرة.

وافتتحت علامة رالف لورين Ralph Lauren الأمريكية، 40 متجراً جديداً في الربع الثالث من العام الماضي فقط، شملت متجراً في ميلانو وأتلانتا وديترويت وميامي، وغالباً ما تختار هذه العلامات التجارية فتح متاجرها في أفخم شوارع التسوق في المدن.

ويعتقد باتريس لوفيست رئيس رالف لورين، أن المستهلكين سيستمرون بالإقبال على شراء الملابس، مؤكداً أن مبيعات العلامة التجارية عادت للصعود.

وفيما يخص العلامات التجارية الأخرى ك (H&M) عادت المبيعات إلى مستويات ما قبل الجائحة، ومستوى الربحية أفضل مما كانت عليه منذ سنوات.

وأعلنت هيلينا هيلميروسون التي تولت منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة في يناية 2020، أنها تسعى لمضاعفة مبيعات المجموعة بحلول عام 2030 والوصول إلى هامش تشغيل يتجاوز 20% في غضون ثلاث سنوات، ارتفاعاً من أقل من 2% في 2020، و7.7% في 2021.

وأشارت الإيكونومست إلى أن التفاؤل الذي تظهره العلامات التجارية المتخصصة بالأزياء مبالغ قليلاً، حيث تواجه شركات الملابس مجموعة متنوعة من التحديات التي كانت تسبق الوباء، كالرقمنة والاستدامة، بينما زاد الوباء من تلك التحديات حيث ظهرت مشاكل اختناقات سلاسل التوريد وتكاليف الشحن الباهظة بالإضافة إلى نقص الأيدي العاملة.

وبالإضافة إلى ذلك فإن القرارات التي قد تتخذها الأنظمة في البلدان الأكثر اكتظاظاً في السكان يمكن أن تكلف تلك الشركات المزيد من الخسائر، فعلى سبيل المثال تراجعت مبيعات شركة إتش أند إم في الصين العام الماضي بعد أن أعربت الشركة عن مخاوفها بشأن مزاعم العمل القسري في منطقة شينجيانغ.

وأوضح التقرير أن نجاح قطاع الأزياء بالتجزئة العام الماضي كان مدفوعاً بظروف غير عادية لن تدوم، حيث آثار الطلب المكبوت موجة من الشراء الانتقامي عندما أعيد فتح المتاجر، لا سيما ملابس المناسبات والتي غالباً ما تكون باهظة الثمن.

وبالتالي كان المستهلكون قد حصلوا على المزيد من الدعم الحكومي، وبالإضافة إلى انهيار بعض الشركات خلال الوباء مما قلل من المنافسة في السوق.

والآن بعد أن توقفت الحكومات عن دفع الدعم للمستهلكين، وخاصة بعدما أن قاموا بإنفاق المزيد على خزائنهم، قد يصبحون أقل إنفاقاً على الملابس، على عكس العملاء الأثرياء الذي ينفقون على العلامات التجارية الفاخرة، والذين قد لا يلاحظون أن حقيبة اليد التي كانت ثمنها خمسة آلاف دولار في 2019، أصبحت الآن تساوي ثمانية آلاف دولار، على عكس العلامات التجارية الأقل فخامة والتي ليس من صالحها رفع الأسعار.

كما أن الاستثمارات الضرورية في الرقمنة والاستدامة ستؤثر على ربحية بيوت الأزياء السريعة.

وبالنسبة للمنافسة، قد تختفي بعض العلامات التجارية القديمة، بسبب تهديد بعض الشركات الجديدة لحصة السوق العملاقة، حيث تمتلك شركات مثل شركة شي إن Shein الصينية وشركة أسوس Asos البريطانية و Zalando الألمانية ذكاءً رقمية يضاهي أغلب العلامات التجارية الجديدة مثل إتش أند إم ومنافستها الإسبانية زارا.

ويتوقع المحللون توقع العلامات التجارية الاستهلاكية مثل إتش أند إم زيادة متواضعة في المبيعات حوالي 50% بحلول عام 2030، وهوامش ربح أقل.

وفي تقريرها عن حالة تجارة الملابس توقعت شركة ماكينزي الاستشارية أن تستمر الخصومات والأزياء الفاخرة في إبهار المستثمرين هذا العام، بينما قد يجني تجار التجزئة في السوق المتوسطة ربحاً أكثر لموسم أو موسمين آخرين ومن ثم يعودون لوضعهم الطبيعي.

المصدر : الرؤية

إغلاق