أخبارأسواق عالميةاقتصاد
30 دولة تلجأ إلى احتياطيها النفطي الاستراتيجي لخفض الأسعار
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام احتياطيها النفطي الاستراتيجي، فيما يبدو أنه رد مباشر على قرار منظمة أوبك + أمس بعدم رفع سقف إنتاجها بشكل كبير، مكتفية بإنتاج 400 ألف برميل يومياً فقط. فيما أكد الرئيس الأمريكي جون بايدن اليوم، أن «أكثر من ثلاثين بلداً» ستحذو حذو الولايات المتحدة، وتلجأ إلى احتياطيها النفطي الاستراتيجي في محاولة لخفض الأسعار.
وفي إشارة إلى مبادرة للوكالة الدولية للطاقة، قال بايدن: «هذا الصباح، عقد أكثر من ثلاثين بلداً اجتماعاً طارئاً، وقررت أن تضخ في السوق عشرات الملايين من براميل النفط الإضافية»
وقالت وزارة الصناعة اليابانية، إن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة اتفقت اليوم على ثاني سحب منسق للنفط من الاحتياطيات خلال شهر؛ لتهدئة الأسواق المتضررة من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذلك بعد يوم من تعهد واشنطن بأكبر سحب من الاحتياطي على الإطلاق.
وقال هيديتشيكا كويزومي، مدير قسم الشؤون الدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، إن الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية لم تتفق على أحجام أو توقيت السحب في اجتماعهم الطارئ.
وأضاف «ستتم مناقشة التفاصيل بين أمانة وكالة الطاقة الدولية والدول الأعضاء»، وذكر أنه يمكن الاتفاق على التفاصيل «خلال الأسبوع المقبل».
وقادت وكالة الطاقة الدولية المكونة من 31 دولة، والتي تمثل الدول الصناعية، باستثناء روسيا، أكبر عملية سحب منسق للنفط من الاحتياطيات في تاريخها في الأول من مارس بلغت حوالي 62 مليون برميل، ساهمت الولايات المتحدة بحوالي نصفها. ولسد النقص الناجم عن العقوبات وعزوف المشترين عن النفط الروسي، أذن الرئيس جون بايدن أمس الخميس بالإفراج عن مليون برميل يومياً من الخام من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي، وذلك لمدة ستة أشهر تبدأ في مايو.
إنتاج أوبك غير كاف
خلص مسح أجرته رويترز إلى أن زيادة إنتاج أوبك من النفط في مارس لم تصل إلى المستوى الذي يستهدفه الاتفاق مع الحلفاء، إذ قوبلت زيادات من جانب السعودية وغيرها من كبار المنتجين بتراجع في إنتاج أعضاء أفارقة.
ووجد المسح أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 28.54 مليون برميل يومياً في مارس الماضي، بزيادة 90 ألف برميل يومياً على الشهر السابق، لكن ذلك يقل عن زيادة 253 ألف برميل يومياً نصّ عليها اتفاقها مع حلفاء، من بينهم روسيا.
400 ألف برميل إضافية
وتسحب أوبك وحلفاؤها، فيما يعرف باسم أوبك+، تدريجياً تخفيضات الإنتاج المطبقة منذ عام 2020 مع تعافي الطلب من جائحة كورونا. واجتمعت أوبك+ الخميس، وأكدت الخطط المتفق عليها مسبقاً، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عام 2008 لتتجاوز 139 دولاراً للبرميل في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويدعو الاتفاق إلى زيادة 400 ألف برميل يومياً في مايو من جميع أعضاء أوبك+، منها نحو 253 ألف برميل يومياً يتقاسمها أعضاء أوبك العشرة الذين يشملهم الاتفاق.
وأظهرت استطلاعات لرويترز أن الإنتاج يقل عن الزيادات التي تم التعهد بها في الفترة من أكتوبر 2021 إلى يناير 2022، لكنه تجاوزها في فبراير مع عدم قدرة العديد من المنتجين على ضخ المزيد من الخام بسبب نقص الاستثمار، وهو اتجاه تزايد مع الوباء.
نتيجة لذلك، يضخ أعضاء أوبك العشرة أقل بكثير مما دعا إليه الاتفاق. وخلص المسح إلى أن مستوى التزام أوبك بالتخفيضات التي تعهدت بها ارتفع إلى 151% في مارس من 136% في فبراير.
تراجع إنتاج نيجيريا وليبيا
أظهر المسح أن الإنتاج النيجيري تراجع 100 ألف برميل يومياً، بعد أن أدّت حوادث إلى إعلان القوة القاهرة في منطقتَيْ بوني ونهر براس. وتم رفع القوة القاهرة عن منطقة نهر براس.
وانخفض إنتاج ليبيا 50 ألف برميل يومياً؛ بسبب إغلاق حقلَيْ نفط في مطلع الشهر.
وحد انقطع الإنتاج من أثر زيادة إنتاج أوبك من قبل كبار المنتجين. ووجد المسح أن أكبر زيادة في مارس بلغت 110 آلاف برميل يومياً جاءت من السعودية.
وقدمت كل من الكويت والعراق زيادات أصغر بلغت 30 ألف برميل يومياً، بينما أضافت الإمارات عشرة آلاف برميل يومياً.
وخلص المسح إلى أن إيران، المستثناة من تخفيضات الإنتاج، كانت تشحن المزيد من النفط إلى الصين في الأشهر الأخيرة، على الرغم من عدم وجود تغيير كبير في إنتاجها في مارس، وذلك تزامناً مع استمرار المحادثات بشأن إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
واستمر ارتفاع إنتاج فنزويلا، وهي مستثناة أيضاً من التخفيضات. ووجد المسح أن الإنتاج لم يزد في غينيا الاستوائية، وكذلك الجابون، بسبب عدم وجود طاقة إنتاج إضافية.
المصدر : الرؤية